عبدالهادي تكتب: الملك في أميركا.. يقين التغيير القريب
نيفين عبدالهادي
زيارة مهمة، بحرفيّة المعنى، هامة حدّ الاختلاف عن غيرها من الزيارات، تتجه لها أنظار العالم بدوله كافة، زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني التي بدأها أمس للولايات المتحدة الأمريكية، ولتفصيل أهميتها الكثير من النقاط تبدأ من العلاقات الثنائية الأمريكية الأردنية وتمر في أكثر الملفات أهمية خلال المرحلة الحالية المتمثلة في القضية الفلسطينية، وتحديدا في غزة.
زيارة ستكون علامة فارقة في أحداث المرحلة، حيث يلتقي جلالة الملك عبد الله الثاني يوم غد الثلاثاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ليكون أول رئيس عربي يلتقيه بعد رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية، أول رئيس يضع الحقائق كاملة بلغة العقل ورؤية الحكمة على طاولة التباحث الأمريكية، واضعا النقاط على حروف كلمات بعثرتها ظروف المرحلة وأضاعت معانيها، يوجّه بوصلة الاهتمام لما هو مهم بواقعية وعملية، ووفقا للكثير من الحقائق التي لا يراها كثيرون.
زيارة العمل التي بدأها جلالة الملك عبد الله الثاني أمس للولايات المتحدة الأمريكية، هامة، وثرية في اللقاءات، والمباحثات، حيث من المقرر أن يلتقي جلالته بوزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وأعضاء لجان في مجلسي الشيوخ والنواب، فيما اجتمع جلالة الملك، أمس، بوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، ولكل من هذه الشخصيات أهمية في الرؤية الأمريكية للمنطقة وظروفها.
وفي لقاءات جلالة الملك هذه، سيضع جلالته رؤيته الجوهرية بثوابت الأردن التاريخية أمام صانعي القرار الأمريكي، ما يجعل من القادم مختلفا بعد هذه الزيارات واللقاءات، حيث ستتشكل صيغ جديدة ومختلفة لما هو آت، وحتى للرؤية الأمريكية لقضايا المرحلة، وقضايا الإقليم، بتأكيدات على الثوابت الأردنية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتهجير، ووقف الحرب على غزة، وغيرها من الملفات الهامة التي تحتاج حسما حكيما ورؤية ثاقبة سيضعها جلالة الملك خلال زيارته الهامة.
كما لن تخلو زيارة جلالته من بحث ما يعزز العلاقات الثنائية بجوانب متعددة اقتصادية وتعليمية، حيث سيلتقي جلالة الملك اليوم في مدينة بوسطن بممثلي شركات ومؤسسات تعليم عال أمريكية، وحاكمة ولاية ماساتشوستس مورا هيلي، ليكون لهذه اللقاءات كذلك أثر على واقع التعاون الثنائي لجهة دعم قطاعات تتعلق بالتعليم العالي، وجوانب أخرى متعددة، ولكل ذلك أهمية كبرى تعكسها هذه الزيارة التي يصفها مراقبون بأنها تاريخية، فيما ترى بها دول المنطقة أملا لتجاوز كافة جدليات المرحلة، وتدفع باتجاه استقرار وحل لكافة القضايا العالقة، ويُنظر لها محليا بالكثير من التفاؤل بقادم أفضل.
حسم ملكي ينظر لها الأردنيون والعالم من قضايا التهجير والحرب على غزة والمساعدات الأمريكية، بالكثير من الأمل، فليست المرة الأولى التي يواجه بها الأردن كل هذه التحديات السياسية، لكنه في كل مرة يخرج بثبات على أي تحد، أو حتى إشكاليات، بمزيد من الإصرار على ثوابته دون الأخذ بأي قرار أو رأي أو موقف يعيده للخلف، بل على العكس يمضي بقيادة جلالة الملك بكل ثبات وقوّة بقراراته ومواقفه، وما رفضه تاريخيا ما يزال، وما وافق عليه تاريخيا أيضا ما يزال، لتكون هذه الزيارة هامة زمنيا وبما سيتم طرحه من ملفات.
يلتف المواطنون خلف جلالة الملك حول مختلف القضايا، لتكون الإرادة الأردنية واحدة يقف المواطنون خلف قائدهم مؤيدين كافة مواقف جلالته، بفزعة وطن خلف قائدنا، لتكون زيارة جلالته ولقاءاته ومباحثاته يقينا أردنيا بأنه الأفضل للوطن ومصالحه الوطنية، يقينا للتغير القريب، فهو الأردن بنسيجه الواحد، لتشكّل للجميع زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة أهمية كبرى حدّ تغييرات قادمة ومؤكدة.

