البلاونة يكتب: ريفييرا الشرق الأوسط

{title}
أخبار الأردن -

  علي البلاونة

في السبعينيات نشرت مجلة التايم رؤية أميركية حول مستقبل المنطقة، وطرحت آنذاك فكرة ريفييرا الشرق الأوسط التي تضم شرم الشيخ وإيلات والعقبة وحقل، هذه الفكرة طرحتها الشركات الأميركية الكبرى آنذاك، بهدف إدماج إسرائيل، في سلام تنموي إقليمي.

اليوم كشف ترامب عن خطة للسيطرة على قطاع غزة، وتشريد ما يقدر بنحو مليوني فلسطيني من سكانه، وتحويل القطاع المدمر إلى وجهة فاخرة، تُعرف بـ»ريفييرا الشرق الأوسط»، ولكن على خلفية أكثر من 60 ألف فلسطيني قتيل.

وعليه فإن على الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على غزة، واصفًا المشروع بأنه «موقف ملكية طويل الأمد». وهذا يعني تهجير السكان الفلسطينيين بشكل دائم وإعادة تطوير المنطقة إلى ملاذ فاخر على شاطئ البحر.

حاول مساعدو ترامب تخفيف حدة تعليقاته، حيث أوضحت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفات أنه لا توجد خطط لنشر قوات أمريكية في غزة. ومع ذلك، فإن مجرد اقتراح مثل هذه الخطة أثار مخاوف بشأن الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي والمزيد من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط.

على الرغم من الوضع الكارثي، يتصور ترامب تحويل غزة إلى وجهة سياحية راقية، مدعيًا أن إعادة التطوير من شأنها أن تخلق الآلاف من الوظائف وتجلب الاستقرار إلى المنطقة. ومع ذلك، قوبلت تصريحاته بإدانة من منظمات حقوق الإنسان التي تنظر إلى الاقتراح على أنه محاولة للتطهير العرقي.

الدول العربية تفاجأت بتصريحات ترامب، وأعلنت رفضها تصفية القضية الفلسطينية وإعتبارها مشروعا استثماريا، كما أنه يهدد الأمن والإستقرار في العديد من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن، حيث تنشط الدبلوماسية العربية لمواجهة تداعيات هذه التصريحات.

دعت مصر لقمة عربية طارئة لمواجهة توجهات ترامب، حيث بدأت الإدارة الأميركية في إعطاء تفسيرات جديدة لهذه التصريحات، كما بدأت الدول الأوروبية وبخاصة كندا والدينمارك وبنما مواجهة السياسية الأميركية الجديدة.

تقوم نظرية ترامب على الضغط الأقصى وهناك معلومات تفيد ان شركات نفطية أميركية دخلت على خط التفاهمات الإسرائيلية مع حماس وحديث عن منح الشركات حق الاستثمار والتنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية لغزة.

الرفض الشعبي لمثل هذه التوجهات، وإصرار أهلنا في غزة على البقاء في أرضهم والعودة الى منازلهم، واحدة من العوامل الرئيسة لافشال هذا المشروع، فتنمية غزة لا تشترط تهجيرهم، بل يمكن التخطيط التنموي لغزة ضمن تفاهمات فلسطينية عربية أميركية.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال بهذا الصدد: «في البحث عن حلول بشأن غزة، يجب ألا نجعل المشكلة أسوأ». «من الأهمية بمكان أن نلتزم بأساس القانون الدولي. ومن الضروري تجنب أي شكل من أشكال التطهير العرقي».

المجتمع الدولي يرفض عمليات اجتثاث الشعب الفلسطيني، والموقف العربي الرسمي والشعبي من الممكن أن يتطور اكثر لمنع تداعيات سياسات ترامب والتي لا تلقى قبولا عالميا، حيث إن قمة القاهرة العربية الطارئة، يجب أن تكون واضحة وان تقوم بجولة دولية لشرح ورفض هذه الإجراءات، فالعلاقة مع أميركا لم تعد كما كانت في السابق، وهناك تحولات دولية كبيرة يمكن الاستفادة منها في هذه المواجهة.


 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية