هل انتهت صفقة التهجير بعد مكالمة السيسي وترامب؟

حظيت المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب باهتمام إعلامي كبير في مصر، حيث ركزت وسائل الإعلام على ما اعتبرته تراجعًا في الدعوات التي تروج لتهجير الفلسطينيين.
وعلى الرغم من إصرار ترامب على دعوته لمصر والأردن لاستقبال فلسطينيين من قطاع غزة، أكد البلدان رفضهما القاطع لهذه الدعوات، معتبرين أنها تتعارض مع مبدأ حل الدولتين ومع حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم.
وشهدت الأيام الماضية حالة من التوتر وتبادل للردود حول قضية التهجير، خاصة بعد أن أعلن ترامب قبل أسبوع دعوته لمصر والأردن لاستقبال لاجئين فلسطينيين، وقد رد الرئيس السيسي برفض قاطع من القاهرة، بينما زعم ترامب أنه تحدث هاتفيًا مع السيسي في اليوم التالي، وهو ما نفاه مصدر مصري رفيع المستوى، ومنذ ذلك الحين، كرر ترامب دعوته ثلاث مرات.
وبعد الإعلان عن اتصال هاتفي بين الرئيسين يوم السبت الماضي، رأى الإعلام المصري أن هذه الخطوة تعكس تراجعًا في حدة التوتر ووصولا إلى تفاهم بين الطرفين، مع إدراك لأهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة.
وأكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المكالمة الهاتفية أعادت الأمور إلى مسارها الصحيح، معتبرًا أنها تعيد الثقة في المسار الاستراتيجي للعلاقات المصرية الأمريكية والعربية الأمريكية، نظرًا لارتباط الدولتين بمصالح مشتركة.
وأشار في تصريحات لقناة "الحياة" إلى أن الدعوة التي وجهها ترامب للسيسي قد تكون مدخلًا لسلام حقيقي في المنطقة، قائم على العدالة وليس على الظلم المتمثل في تهجير الفلسطينيين.
من جانبه، علق الإعلامي عمرو أديب بأن الاتصال يعكس وجود صيغة تفاهم بين الرئيسين، مؤكدًا أن العلاقة بينهما جيدة منذ ولاية ترامب الأولى، وأن الرئيس السيسي يجيد التعامل معه. كما أشار إلى أن واشنطن تدرك الفوائد الكبيرة التي تعود عليها من العلاقات مع مصر.
وأعرب ترامب خلال المكالمة عن تقديره الكبير لدور مصر في الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وهو أمر يحظى بأهمية كبيرة لديه. واعتبر أديب أن المكالمة كانت إيجابية للغاية ولم تتطرق إلى موضوع التهجير، بل تضمنت دعوة من السيسي لترامب لزيارة مصر بمناسبة افتتاح المتحف الكبير، مما يعكس طبيعتها الودية.
من ناحية أخرى، أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن إعلان مصر موقفها الحازم بشأن رفض التهجير، إلى جانب استعدادها للمشاركة في مفاوضات سلام، يعكس أهمية هذه المكالمة في هذا التوقيت بالذات.
وأبرز الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، في تصريحات لقناة "إكسترا نيوز"، نقطة مهمة في البيان المصري، وهي تأكيد الرئيس السيسي على أن العالم والمنطقة يعولان على الرئيس ترامب لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن هذا يبرز الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في تسوية القضية الفلسطينية، رغم التحديات والاختلافات في الرؤى بين الأطراف المعنية.
بدوره، وصف الإعلامي أحمد موسى المكالمة بأنها تعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وتؤكد قوة العلاقة بين الرئيسين.
من جهتها، رأت الإعلامية لميس الحديدي أن البيانين الصادرين عن الرئاسة المصرية والبيت الأبيض يعكسان تحسنًا في الأجواء بعد أيام من التوتر، مشيرة إلى أن المكالمة تمثل تحولًا نحو الحوار السياسي.
أما الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي وعضو مجلس الشيوخ، فقد اعتبر أن هدف ترامب من الاستمرار في طرح فكرة التهجير هو إرضاء إسرائيل واليمين الإسرائيلي، وربما تكون هذه الفكرة جزءًا من قناعاته الشخصية الرامية إلى إنهاء القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن فكرة التهجير لدى ترامب تبدو غير واضحة، حيث يتحدث تارة عن إخراج الفلسطينيين بالقوة، وتارة أخرى عن إعادة الإعمار.