هل لإيران ديون على سوريا؟
حسن البراري
بعد أن تم انتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية في لبنان، أصبحت إيران أمام مرحلة جديدة من العزلة السياسية، إذ خسرت آخر معاقلها وخسرت قدرتها على تعطيل الحياة السياسية في هذا البلد الذي ظل لسنوات طويلة ساحة لتدخلاتها وأجنداتها.
هذه الخسارة تمثل هزيمة للهيبة الإيرانية التي كانت تلوح في سماء المنطقة كقوة ذات تأثير واسع وذات قدرة على تعطيل إرادة الشعوب وتلعب بمصائر الدول. ومع انتخاب الرئيس اللبناني، أسدل الستار على فصل طويل من التوتر السياسي، وبدأ لبنان يشق طريقه نحو استعادة بعض من استقراره، بعيدًا عن الهيمنة الإيرانية التي لطالما حاولت فرض سيطرتها على مفاصل البلاد.
وفي المقابل، حان الوقت للسوريين، الذين عانوا من ويلات الحرب والمجازر التي ارتكبتها إيران وأذرعها، للمطالبة بحقوقهم وتعويض ما فقدوه. فقد ساهمت إيران في إشعال الصراع في سوريا، ودعمت نظام الأسد في قتل الأبرياء وتشريد ملايين من أبناء الشعب السوري، لا سيما من عرب السنة الذين تعرضوا لأسوأ أنواع القمع والتهجير. لم تكتفِ إيران بإحداث خراب عميق في الأرض، بل ساهمت في تدمير الروح الوطنية السورية، وفي خلق واقع مرير على الأرض لا يزال يلقى بظلاله على الشعب السوري الذي يعاني من الألم والمأساة.
حان الوقت لكتابة تاريخ جديد يستند إلى أحقية الشعب السوري بالمطالبة بحقوقه التي سُلبت منه، ولن تنسى سوريا ما ارتكبته إيران من مجازر لا تغتفر. لقد حان الوقت لاستعادة العدالة، وللشعوب التي عانت من الاحتلال الإيراني أن ترفع صوتها، وتطالب بالتعويض عن كل ما فُقد.
تتحدث إيران التي خسرت أكثر من خمسين قاعدة عسكرية دفعة واحدة في سوريا بعد أن هربت ميليشاتها أمام زحف ابناء سوريا، تتحدث عن ديون لها على سوريا، فإيران انفقت بل بددت من ثروات الشعب الإيراني أكثر من 40 مليار دولار لترسيخ نفوذها في سوريا، والأن هناك أصوات إيرانية تطالب برد الدين، وأي سوري ينبغي أن يقول على إيران أن تدفع تعويضات للسوريين يمكن أخذها مباشرة من ارصدة إيران المجمدة في الخارج.

