ما الحالة السياسية الاجتماعية الثقافية التي يفترض أن تتشكل حول اقتصاد المعرفة؟

{title}
أخبار الأردن -

 إبراهيم_غرايبة

ما العلاقات الاجتماعية والسياسية المتوقع قيامها حول الاقتصاد الجديد القائم على موارد مختلفة عمّا تعودت عليه الحضارات والمجتمعات والدول، التي أنشأت ثقافة ومدناً وعلاقات ونخباً حول نظام اقتصادي لم يعد أغلبه موجوداً؟ هل ستبقىالمدن والنخب والثقافات القائمة اليوم؟ على سبيل المثال ختفت المدن التي نشأت حول طرق القوافل التجارية قبل ظهور العربات التي تحركها الموتورات بدلا من الإبل والخيل والحمير.

عود الأدوات والنظريات والمؤسسات التي تنظم الحياة المعاصرة إلى الثورة الصناعية؛ الدول الحديثة والطبقات والدساتير والتشريعات، والمدارس والجامعات، والنظريات الاجتماعية، فعلم الاجتماع القائم يعود إلى المفكرين (أوغست كونت، إميل دوركهايم، كارل ماركس، ماكس فيبر،...) الذين شغلوا بالتحولات الكبرى التي صاحبت الثورة الصناعية والثورات السياسية، لكنّها نظريات ومعارف لم تعد كافية، وربما غير ملائمة، لفهم وتنظيم الثقافة والمجتمعات الجديدة التي تتشكل حول اقتصاد المعرفة، وبدأت بالفعل تظهر تحديات ومآزق كبرى تجعل هذه المعرفة الهائلة والمتراكمة على مدى قرنين من الزمان جزءاً من التاريخ، ويعتبر عالم الاجتماع الفرنسي جون بودريار، الذي يُعتبر من أهم المنظرين في مدرسة ما بعد الحداثة، أنّ وسائل الاتصال الإلكترونية قد دمرت العلاقة التي تربطنا بماضينا.

ويقول أولريخ صاحب نظرية "مجتمع المخاطرة": إنّ المجتمع الصناعي بدأ بالاندثار مفسحاً المجال لمجتمع جديد تسوده الفوضى، وتغيب فيه أنماط الحياة المستقرة ومعايير السلوك الإرشادية، ويرى عالم الاجتماع الإسباني مانويل كاستلز أنّ مجتمع المعلومات المعاصر يتميز بظهور "الشبكات" و"اقتصاد الشبكات"، والنظام الاقتصادي الرأسمالي السائد اليوم إنّما يقوم على ثورة الاتصالات العالمية، ولم يعد قائماً كما كان يفكر كارل ماركس على الطبقة العاملة أو على إنتاج السلع المادية، بل إنّه يقوم على التقدم في شبكات الاتصال والحوسبة التي أصبحت هي الأساس لتنظيم عملية الإنتاج.

إنّ مرحلة الفوضى الاقتصادية والفكرية التي دخل فيها العالم مدفوعاً بتطور تكنولوجيا المعرفة تنشئ بطبيعة الحال تشكلات اجتماعية فوضوية أو غير متوقعة. وحتى يستوعب العالم هذه التحولات يسود التطرف والخوف والسلب الخروج على القيم والقوانين والمجتمعات والخروج منها أيضا

 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية