الواقع الأردني بحاجة إلى مراجعة شاملة
قال الخبير العسكري محمد المغاربة إنه في حال انتخاب قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، رئيسًا للبنان، سيكون ذلك مؤشرًا لا يمكن تجاهله على نجاح الأردن في تحقيق قفزة نوعية ضمن سياسته الاستراتيجية الإقليمية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه الخطوة، إذا ما تحققت، ستعكس رؤية ثاقبة وإرادة سياسية قوية، تؤكد قدرة الأردن على لعب أدوار حاسمة ومؤثرة في ملفات إقليمية حساسة.
وبيّن المغاربة أن السياسة الأردنية في هذا السياق تجاوزت في تأثيرها مفهوم التحركات العابرة، إلى إعادة صياغة دور المملكة ضمن المشهد الإقليمي المضطرب، ذلك أن اختيار عون لرئاسة لبنان، في حال كان للأردن دور فاعل في تسويقه أو دعمه، يعكس مسعىً متقدمًا نحو تعزيز الاستقرار في المنطقة وفتح قنوات تأثير جديدة.
ونوّه إلى أن هذا النجاح، إذا تحقق، سيمثل استثمارًا سياسيًا واستراتيجيًا طويل الأمد، يفتح آفاقًا أوسع لدور الأردن كوسيط إقليمي يُعتمد عليه في الأزمات الكبرى.
السؤال الجوهري: أين النخب الأردنية من كل هذا؟
في مواجهة هذا المشهد، تبرز تساؤلات حاسمة عن أداء النخب السياسية والإعلامية الأردنية، ومدى أهليتها لتواكب هذا الزخم السياسي، فهل تمتلك هذه النخب من الكفاءة والعمق الفكري ما يؤهلها لتتصدر المشهد، وتقدم رؤىً حقيقية تسهم في تعزيز المكانة الأردنية، سواء داخليًا أو إقليميًا؟، وفقًا للمغاربة.
وأشار إلى أن الكثير من النخب الحالية، سواء في الإعلام أو في المؤسسات السياسية والنيابية، أظهرت محدودية في الأداء وضعفًا في الرؤية، وبدلًا من تقديم مبادرات فاعلة، أو تحليل واقعي معمق، انصرفت غالبية هذه النخب إلى تكرار الخطابات التقليدية التي تخلو من روح الابتكار أو الجرأة في الطرح، مضيفًا أن وجود هذا النوع من النخب في صدارة المشهد يشكل عائقًا أمام تحقيق الطموحات الأردنية، حيث يظل الخطاب الإعلامي والسياسي أسيرًا للغة الشعارات والمجاملات، بدلًا من أن يكون منطلقًا لمناقشات جادة ومستنيرة.
الواقع الأردني بحاجة إلى مراجعة شاملة
وذكر المغاربة أنه لا يمكن للأردن أن يواصل طريقه نحو مزيد من التقدم والريادة في ظل وجود نخب غير مؤهلة أو فاقدة للرؤية الاستراتيجية، فالمرحلة تتطلب إعادة تشكيل خريطة النخب الإعلامية والسياسية، بحيث تكون قادرة على مواكبة التطورات المحلية والإقليمية، وتسهم بفاعلية في تعزيز الدور الأردني المتنامي.
المسؤولية هنا ليست فقط على عاتق النظام السياسي، بل أيضًا على المجتمع بمختلف شرائحه، لإفراز نخب جديدة تمتلك المصداقية والكفاءة والقدرة على صناعة الفرق، فالتحول نحو دور إقليمي أكثر تأثيرًا لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود منظومة متكاملة من النخب والقيادات القادرة على التفكير الاستراتيجي والعمل الميداني المتقن.
الأردن في مفترق طرق
بين نجاحات السياسة الخارجية ومسؤولية الداخل، يبرز التحدي الأكبر: هل سيستطيع الأردن تحقيق التكامل بين تحركاته الإقليمية وأدائه الداخلي؟ هل يمكن أن تنتج البلاد نخبًا جديدة تسهم في تحقيق هذا التوازن؟.