أبو طير تحدث عن أنطوان لحد وسعد حداد... من هما وما دورهما بما يحدث في جنين؟

{title}
أخبار الأردن -

ذكر الكاتب الصحافي ماهر أبو طير في تغريدةٍ له عبر صفحته على منصة "X" أن تلاميذ سعد حداد وأنطوان لحد في كل مكان، إلى جانب قوله إن "السلطة الفلسطينية لحدية، وهذه هي كل القصة".

وعن التفاصيل، في تاريخ الصراعات بالمنطقة العربية، تتكرر مشاهد التعاون مع الاحتلال بأشكال مختلفة، وغالبًا ما تثير هذه التجارب تساؤلات حول دوافعها ونتائجها.

أنطوان لحد

يتجلى هذا بوضوح في المقارنة بين ما فعله أنطوان لحد، قائد جيش لبنان الجنوبي المدعوم إسرائيليًا، وما يتردد عن دور القوة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في مواجهة المقاومة وسكان جنين.

أنطوان لحد قاد قوة عسكرية لبنانية تأسست تحت إشراف إسرائيل في الجنوب اللبناني بعد انسحابها إلى الشريط الحدودي عام 1985. قام جيشه بالتواطؤ مع الاحتلال وإخضاع الشعب اللبناني لإرادة إسرائيل. ارتبط اسم لحد بالممارسات القمعية وجرائم السجن والتعذيب التي ارتكبها في "سجن الخيام"، والتاريخ سجل تجربته كواحدة من أبشع صور التعاون مع الاحتلال ضد مصالح الشعب.

في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة جنين، أثيرت قضايا عديدة تتعلق بدور الأجهزة الأمنية الفلسطينية. من وجهة نظر المقاومة وسكان المدينة، هناك من يرى أن هذه الأجهزة تتبنى أحيانًا مواقف تتماهى مع سياسات الاحتلال، سواء عبر التنسيق الأمني أو عبر استهداف بعض العناصر المقاومة. ومثلما كان جيش أنطوان لحد يمثل ذراعًا محليًا لسياسات الاحتلال، يُنظر إلى هذه الأجهزة كوسيط يحد من قدرة المقاومة على مواجهة الاحتلال مباشرة.

تستند هذه المقارنة إلى وجود نمط متكرر من الأنظمة أو القوى التي تجد نفسها، تحت ضغط الظروف السياسية والاقتصادية، تُقحم في أدوار يُنظر إليها كأدوات للاحتلال.

إذا كانت تجربة أنطوان لحد قد انتهت بانهيار جيشه وهروبه إلى إسرائيل، فإنها تقدم درسًا واضحًا: الإرادة الشعبية لا تقبل الخيانة مهما كانت الظروف. ومع استمرار المقاومة الفلسطينية في الضفة وغزة، يظهر أن مشاريع الاحتلال الهادفة إلى توظيف قوى محلية لإضعاف النضال الوطني مآلها الفشل.

سعد حداد

التاريخ العربي حافل بشخصيات لعبت أدوارًا مثيرة للجدل في سياق الصراعات مع الاحتلال. من بين هؤلاء، سعد حداد، الذي كان أحد أبرز قادة "جيش لبنان الحر"، القوة التي أسسها ودعمها الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، تتشابه هذه التجربة مع ما يُثار اليوم عن دور بعض الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وخصوصًا جنين، حيث يرى البعض أن أدوارها تلامس حدود التعاون مع الاحتلال، متجاوزة السياق الوطني.

في منتصف السبعينيات، أسس سعد حداد "جيش لبنان الحر"، الذي تحول لاحقًا إلى جيش لبنان الجنوبي تحت القيادة الإسرائيلية المباشرة. جاء ذلك في ظل ظروف معقدة شهدتها الحرب الأهلية اللبنانية، حيث استغلت إسرائيل حالة الانقسام اللبناني لتأسيس قوة موالية تخدم مصالحها. لعب حداد دورًا محوريًا في تأمين الشريط الحدودي الذي احتلته إسرائيل، وارتبط اسمه بممارسات قمعية استهدفت سكان الجنوب اللبناني.

حداد قدم نفسه كـ"حامٍ" للسكان المحليين، لكن أفعاله كانت تخدم الاحتلال بالدرجة الأولى. وبالرغم من تبريراته بأن تحركاته جاءت لمواجهة النفوذ الفلسطيني في الجنوب، إلا أن الشارع اللبناني اعتبره نموذجًا للخيانة الوطنية.

في الضفة الغربية، وخاصة في مدينة جنين، تُثار تساؤلات مشابهة حول دور الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. هذه الأجهزة، التي يُفترض أن تعمل لصالح الشعب الفلسطيني وحمايته، تواجه انتقادات بشأن ممارسات يُنظر إليها على أنها تتماشى مع سياسات الاحتلال، خصوصًا في مجال التنسيق الأمني وملاحقة عناصر المقاومة.

تشابهات واختلافات

رغم الاختلاف الجوهري بين السياقين اللبناني والفلسطيني، إلا أن هناك أوجه شبه لا يمكن إنكارها:
1.    الدعم الخارجي: كما اعتمد حداد على دعم إسرائيلي مباشر، تواجه الأجهزة الأمنية الفلسطينية اتهامات بتلقي توجيهات ضمن التنسيق الأمني مع الاحتلال.
2.    استهداف المقاومة: في كلا الحالتين، كانت المقاومة هدفًا رئيسيًا لتلك القوى، سواء عبر الملاحقات أو التعاون الاستخباراتي.
3.    رفض شعبي: كما رفض اللبنانيون أدوار جيش حداد واعتبروه خائنًا، يواجه التنسيق الأمني الفلسطيني انتقادات واسعة داخل المجتمع الفلسطيني.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير