غارات إسرائيلية على مواقع عسكرية في حلب
استهدفت غارات إسرائيلية مواقع تابعة لقوات النظام السوري السابق جنوب مدينة حلب ليل الخميس، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما أفاد سكان عن سماع دوي انفجارات ضخمة.
وأفاد المرصد عن دوي "ما لا يقل عن سبعة انفجارات ضخمة ناتجة عن استهداف الطيران الإسرائيلي معامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب حلب والبحوث العلمية"، وهي مواقع تابعة لقوات النظام السابق أخليت منذ سقوط بشار الأسد.
من جهته، قال أحد سكان السفيرة لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه إنه سمع "ضربات قوية، تسببت في ما يشبه هزة أرضية في السفيرة. الأبواب والشبابيك تفتحت. كانت أقوى ضربات أسمعها في حياتي. لقد تحول الليل إلى نهار".
ونفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على منشآت عسكرية سورية بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024. وبررت إسرائيل تلك الغارات برغبتها في منع وقوع هذه المنشآت في أياد معادية لها.
وفي الـ16 من ديسمبر 2024، استهدفت غارات إسرائيلية مكثفة مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية السورية، متسببة في حالة هلع واسعة بين السكان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يومها عن "18 غارة" على "مواقع استراتيجية في الساحل السوري"، واصفاً إياها بأنها "الأعنف منذ عام 2012". وقال المرصد إن تلك الغارات طاولت "اللواء 23 للدفاع الجوي"، إضافة إلى "مستودعات صواريخ أرض-أرض ودفاعات جوية" و"قواعد صاروخية" ومواقع أخرى في المنطقة.
وكان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ندد في الـ14 من ديسمبر 2024 بتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مع تأكيده أن الوضع الراهن "لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".
وتوغلت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية بعيد سقوط الأسد. ونددت الأمم المتحدة بـ"انتهاك" اتفاق فض الاشتباك الموقع بين سوريا وإسرائيل في 1974.
اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الشرع في تصريحات نقلتها يومها قنوات الفصائل المعارضة على "تيليغرام" إن "الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة". وأضاف أن "الوضع السوري المنهك بعد أعوام من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".
قوات خاصة داهمت مصنع صواريخ
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة داهمت موقعاً تحت الأرض لصناعة الصواريخ في سوريا في سبتمبر (أيلول) 2024، وإن المصنع كان مخصصاً لإنتاج مئات الصواريخ الدقيقة لتستخدمها جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران ضد إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني للصحافيين في إفادة إن المجمع الواقع قرب مصياف في محافظة حماة على مقربة من ساحل البحر المتوسط كان "رائد جهود التصنيع الإيرانية في منطقتنا".
وأضاف أن "هذا المرفق استهدف تصنيع مئات الصواريخ الاستراتيجية سنوياً من البداية إلى النهاية، ليستخدمها ’حزب الله‘ في هجماته الجوية على إسرائيل".
وقال إن المصنع الذي نُحت في سفح جبل ظلت إسرائيل ترصده منذ بدء بنائه عام 2017، وكان على وشك أن يملك القدرة على تصنيع صواريخ بعيدة المدى دقيقة التوجيه يصل مدى بعضها إلى 300 كيلومتر. وأضاف أن "هذه القدرة كانت في طريقها إلى التفعيل، لذا فإننا نتحدث عن تهديد فوري".
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل المداهمة التي وقعت في الثامن من سبتمبر، لكن شوشاني قال إن هذا هو أول تأكيد من جانب الجيش الذي لا يدلي عادة بتعليقات في شأن عمليات للقوات الخاصة من هذا النوع.
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعملية. وقال في بيان "كانت هذه واحدة من أهم العمليات الوقائية التي نفذناها ضد مساعي المحور الإيراني للتسلح من أجل مهاجمتنا".
ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنت اسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية للجيش السوري وأخرى لمجموعات موالية لطهران بينها "حزب الله" اللبناني الذي كان يحتفظ بمقرات ومخازن لا سيما في المنطقة الحدودية مع لبنان.