إسرائيل في الشرق الأوسط "الجديد"... عملاق عسكري بلا قاعدة دبلوماسية

{title}
أخبار الأردن -

 

مايكل هوروفيتز

قبل الثورة السورية عام 2011 والحرب الأهلية التي أعقبتها، كان يُنظر إلى الجيش العربي السوري بقيادة بشار الأسد كأخطر تهديد تقليدي لإسرائيل. ومرت سنوات من الصراع المدمر أزيل خلالها جزء كبير من هذا التهديد، ثم قُضي على ما تبقى منه في غضون ساعات عبر حملة جوية واسعة نفذتها إسرائيل أُطلق عليها اسم "سهام باشان" (في إشارة إلى الاسم التوراتي المستخدم للمنطقة الشمالية من إسرائيل).

وقبل الحرب التي اندلعت في لبنان هذا العام، كانت ترسانة صواريخ "حزب الله" تهديدا رئيسا لإسرائيل، مع توقعات بأن الجماعة ستشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتتسبب في مقتل مئات، إن لم يكن آلاف المدنيين. ولكن بعد أسابيع قليلة، دُمِّرت هذه الترسانة إلى حد بعيد، وتعرضت قيادة "الحزب" لخسائر فادحة. أما إيران، الراعي الرئيس لـ"حزب الله"، فقد فقدت دفاعاتها الجوية الأكثر كفاءة، مع تدمير أربع بطاريات "S-300" روسية الصنع، ما جعلها مكشوفة لضربات أخرى محتملة قد تستهدف برنامجها النووي.

أثبت الجيش الإسرائيلي في العام الماضي أنه قادر على القيام بأمرين: خوض حرب متعددة الجبهات والفوز بها– ولعله فعل ذلك في الماضي، ولكن ليس ضد هذا العدد الكبير من الأعداء غير التقليديين– وخوض حرب طويلة الأمد، وهو ما لم يفعله منذ حرب 1948. ومع انحسار موجة الصراعات والأزمات التي اندلعت بعد هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، برزت إسرائيل كقوة عسكرية هائلة قادرة على استعراض قوتها خارج حدودها. ومن أبرز إنجازاتها تنفيذ ضربات بعيدة المدى استهدفت قوات الحوثيين في اليمن على بعد أكثر من 1800 كيلومتر. وتتمتع إسرائيل الآن أيضا بسيطرة جوية كاملة في سوريا بعد أن حيّدت تقريبًا جميع دفاعاتها الجوية.

شهية اليمين المتطرف لإعادة رسم الحدود
هذه التطورات دفعت بعض المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية إلى التفكير في إعادة رسم الحدود بشكل دائم، مستغلين النجاحات العسكرية الأخيرة. وقد يخفي وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهما من أبرز قادة اليمين المتطرف في إسرائيل، نواياهما المعلنة في ترجمة الإنجازات العسكرية الإسرائيلية إلى إعادة تشكيل المنطقة.

يرتكز جزء كبير من أجندة الزعيمين اليمنِيين على الدفع الطويل الأمد لإعادة الاستيطان إلى غزة، التي انسحبت منها إسرائيل في عام 2005. وخلال الصراع الحالي، روّج اليمين المتطرف بنشاط خططا لإعادة إنشاء المستوطنات في المنطقة، حتى إنه نظم مؤتمرا خصص لهذا الغرض. كما أعاد سموتريتش إحياء الدعوات لضم الضفة الغربية، مؤكدا أن انتخاب ترمب يوفر لإسرائيل فرصة مثالية لتحقيق ذلك. وبعد أيام قليلة من فوز ترمب، أعلن سموتريتش أن عام 2025 سيكون "عام السيادة على يهودا والسامرة"، مستخدما المصطلحات التوراتية للإشارة إلى الضفة الغربية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير