ما سر تهديد ترامب باستعادة قناة بنما؟
تعد قناة بنما، التي تقع في أمريكا الوسطى، إحدى أهم الممرات المائية التي تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.
حيث تمر عبرها 2.5% من التجارة البحرية العالمية، مع مرور نحو 14 ألف سفينة سنويًا.
وتلعب القناة دورًا كبيرًا في تسهيل حركة التجارة بين آسيا وأمريكا الشمالية، مما يجعلها شريانًا حيويًا واستراتيجيًا للاقتصاد العالمي.
في عام 1999، استعادت بنما السيطرة على قناتها بعد أن كانت تحت سيطرة الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين، شهدت القناة منافسة اقتصادية متزايدة، خاصة بين أمريكا والصين.
فقد أظهرت الصين اهتمامًا متزايدًا بالقناة، وقامت بتوقيع اتفاقيات اقتصادية مع بنما، مما أثار القلق في الأوساط السياسية والاقتصادية، خاصة في أمريكا.
وفي هذا السياق، حذرت بعض الشخصيات السياسية من التأثيرات الصينية المحتملة على القناة، مشددين على أهمية الحفاظ على سيادة بنما عليها.
الرئيس اللبناني، على سبيل المثال، أعرب عن رفضه لأي محاولات للسيطرة عليها من قبل الصين أو المجموعة الأوروبية أو الولايات المتحدة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
تدير القناة حاليًا إحدى الشركات التابعة لشركة "سيكي هاتشنسون هولدينغز" المقرها في هونغ كونغ، ما يعكس التداخل الكبير بين الاقتصاديات العالمية في هذا الممر المائي الحساس.
رشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الأربعاء، كيفن مارينو كابريرا، المسؤول بمقاطعة ميامي ديد لمنصب السفير الأميركي في بنما.
ووصف ترامب كابريرا بأنه "مقاتل شرس من أجل مبادئ أميركا أولا"، وقال إنه كان له دور فعال في دفع النمو الاقتصادي وتعزيز الشراكات الدولية.
وذكر في منشور على موقع تروث سوشيال "قليلون هم من يفهمون السياسة في أميركا اللاتينية مثل كيفن - سوف يقوم بعمل رائع في تمثيل مصالح أمتنا في بنما!".
يأتي كشف ترامب عن اختياره لمنصب السفير بعد أن هدد بإعادة السيطرة على قناة بنما، التي أدارتها الولايات المتحدة لعقود قبل تسليمها إلى بنما في عام 1999.
وقال ترامب إن الدولة الواقعة في أميركا الوسطى، والتي تربطها بالولايات المتحدة علاقات دبلوماسية منذ عام 1903، "تستغلنا في قناة بنما".
وفي منشور على تروث سوشيال، الأربعاء، اتهم ترامب جنودا صينيين بتشغيل القناة بشكل غير قانوني و"التأكد دوما من أن الولايات المتحدة تدفع مليارات الدولارات كأموال (صيانة)".
وقال رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو إن الصين ليس لها أي تأثير على إدارة القناة.
وليس للصين أي سيطرة على القناة ولا إدارتها، لكن شركة تابعة لشركة سي.كيه هوتشن القابضة ومقرها هونغ كونغ تدير منذ فترة طويلة ميناءين على مدخلي القناة في البحر الكاريبي والمحيط الهادي.