ما هو تعفن الدماغ الناتج عن وسائل التواصل؟

{title}
أخبار الأردن -

 

حذّر البروفيسور الدكتور آشقين أسن خاصتورك، أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب بمستشفى أبحاث السرطان والتدريب التابع لوزارة الصحة التركية في أنقرة، من أن الاستخدام المفرط والترفيهي لوسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى ما يُعرف بـ"تعفن الدماغ"، وهو مصطلح يشير إلى تأثيرات سلبية خطيرة على الدماغ نتيجة التعرض المستمر للمحتوى غير المنتهي عبر تلك المنصات.

ما هو تعفن الدماغ؟

وأوضح البروفيسور خاصتورك أن تعفن الدماغ ليس تشخيصًا طبيًا، بل مصطلح شعبي يعبر عن حالة من التخدير الفكري الناتج عن الاستخدام الزائد لوسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أن هذه الحالة تؤدي إلى تدهور الوظائف الفكرية، مثل الذاكرة، والانزواء الاجتماعي، وتزايد معدلات الاكتئاب.

وأضاف أن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل يُشبه "إغراق الدماغ بالنفايات الرقمية"، مما يضر بقدراته على التفكير والتركيز، ويعطل تطوير العلاقات الإنسانية والهوايات المختلفة.

الأطفال والمراهقون الأكثر تأثرًا

أكد البروفيسور أن الأطفال والمراهقين هم الفئة الأكثر عرضة لتأثيرات تعفن الدماغ، مشيرًا إلى أن الدراسات الحديثة في الولايات المتحدة أظهرت زيادة كبيرة في الاعتماد على الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي بين الفئة العمرية من 6 إلى 14 عامًا. وارتفع متوسط وقت الاستخدام اليومي للإنترنت بين المراهقين إلى 9 ساعات، ما يثير القلق حول تأثير هذه العادات على بناء الشخصية والمهارات الاجتماعية والعاطفية.

التدابير الوقائية

دعا البروفيسور الأسر إلى اتخاذ خطوات فعالة للحد من إدمان الهواتف والشاشات، مثل: وضع قيود على وقت استخدام الهواتف المحمولة، وتحديد عمر أدنى لاستخدام الهواتف (16 عامًا كمثال)، وإيقاف الإنترنت خلال أوقات النوم أو الأنشطة الاجتماعية، وجمع الأجهزة من الأطفال في أوقات محددة.

كما شدد على أهمية أن يكون البالغون قدوة للأطفال في إدارة استخدام الشاشات، من خلال تبني أنماط معتدلة، وتسليط الضوء على أهمية الهوايات والتفاعل البشري.

دور المجتمعات في مواجهة تعفن الدماغ

وأشار البروفيسور إلى أن العديد من المجتمعات الغربية بدأت باتخاذ إجراءات للحد من تأثيرات تعفن الدماغ، مثل تقليل وقت استخدام وسائل التواصل للأطفال، والتركيز على بناء علاقات اجتماعية واقعية تعزز من مهاراتهم العاطفية والفكرية.

واختتم البروفيسور حديثه بالتأكيد على أهمية خلق أوقات خالية من الأجهزة الرقمية في الحياة اليومية لتعزيز الصحة النفسية والدماغية على المدى الطويل.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير