نحو مقاربة أردنية جديدة باتجاه سورية الجديدة
ارحيل الغرايبة
أعتقد أن هناك فرصة ذهبية أمام الأردن تنبلج من التحديات المنبثقة من التغير الجذري الذي حدث في سوريا الشقيقة.. حيث أن سوريا شرعت بدخول حقبة جديدة ومرحلة مختلفة على الصعيد المحلي السوري وعلى الصعيد الإقليمي ، وقد باشرت عملية التحول الجذري داخل المجتمع والدولة في سورية بعمق ، ويمتاز هذا التحول بالسرعة الفائقة إلى درجة الذهول ، بحيث لن تمهل المتردد والبطيء باتخاذ خطوات جريئة وعميقة تتناسب مع حجم التغيير الهائل ..
على الأردن أن تسارع إلى وضع مقاربة تتسم بالجرأة والعمق والسرعة ، وأن تسبق الآخرين إلى إرسال وفد إلى القيادة الجديدة للتهنئة والطمأنة وإبداء الإستعداد للتعاون وتقديم ما تحتاجه سورية على جميع الاتجاهات وفي كل المجالات بصدق و بحسن نية ، وما تقتضيه المصلحة المشتركة والجوار القريب والحدود الطويلة المشتركة ، ومختلف القضايا الحيوية الحساسة على صعيد الأمن الشامل بكل مستوياته ...
الأردن أولى من كل الأطراف الأخرى بالمبادرة السياسية عالية المستوى ، بعيدا عن الإرتباط بمصالح الأطراف الأخرى في الإقليم والعالم التي تعد نفسها ذات أولوية سياسية وأمنية في سورية ..
أقول بكل صراحة نحن أقرب إلى الشعب السوري الشقيق من تركيا أو قطر أو أي طرف آخر يشعر بالقرب أو الوصاية.. أو إمكان تقديم دور إقليمي مقبول من وجهة نظر أردنية-سورية بحتة أولا ..
نحن معنيون بصناعة واقع يفرض نفسه على الإقليم بجرأة وشجاعة ، ومن خلال بناء واقع لا يمكن تجاوزه أو إهماله ، وأعتقد أن هذه المبادرة لا تحتاج إلى مشاورة أي طرف أو استمزاجه أو أخذ إذن من أحد .. نحن نملك كامل الشرعية بالمبادرة لحماية مصالحنا الأمنية العميقة مع دولة شقيقة حدودية ، وتشابك شعبي متجذر لاتملكه أي دولة أخرى في الإقليم ، وواقع جغرافي قائم اقوى من كل عوامل التقارب الأخرى التي لا ينكرها عاقل ..
لدينا المؤهلات لكسب صداقة النظام الجديد من خلال بوابة الثقة الحقيقية غير المتكلفة والمصطنعة ..
نحن أمام فرصة ذهبية لصناعة دور إقليمي مهم للأردن في الإسهام في إعادة بناء الدولة والنظام وفرض الهدوء وإعادة الإعمار .. ولدينا القدرة من حيث القدرات الأمنية والعسكرية والإسهام في التعاون في هذا السياق تعاونا حقيقيا إيجابيا مثمرا ..
ونملك القدرة على الإسهام في إعادة الإعمار الشامل الذي يعد من أكبر الأولويات الاقتصادية لعدة سنوات قادمة في سورية الشقيقة ...
كيف ننجح أولا بمد حبال الثقة .. وكيف ننجح بتهيئة البيئة النظيفة والصادقة التي تخلو من كل أشكال الهواجس والشكوك والريبة التي يصنعها المشككون ، وعلينا أن نزيل كل العوائق التي سوف يسارع الحاسدون إلى إيجا