الخلايلة يكتب: عن المقارنات الجائرة مع الآخرين
بقلم: سلطان عبد الكريم الخلايلة
لا أريد أن أضرب أمثالاً من الواقع لأثبت أننا مختلفون حقاً، فالإشارة إلى الآخرين هي إساءة لنا ولهم. هي إساءة لنا لأننا لا نقارن إلا بالأفضل، ولهم لأنها تضعهم في موقف غير عادل، حتى وإن أخطأ بعضهم.
إنه طرح جائر ومرفوض أن نقارن أنفسنا بالأدنى، فكيف الحال إذا قارنا أنفسنا بالأسوأ؟ نحن مختلفون. ما نريده هو أن نضع مسطرة نقارن بها أنفسنا بالأحسن.
نعم، أثق كثيرًا بمشاعر الناس العفوية في التعبير عن نموذجنا الأردني الهاشمي، لكنني لست مع المقارنات مع أي أحد، فهي ظلم لنا، وتصبح طرحًا جائرًا عندما تُختزل في مقارنة غير منصفة، حتى في أصعب الظروف، عندما استقبلنا إخوتنا اللاجئين، كنا مختلفين.
ما أكتبه اليوم هو نتيجة ما لاحظته في العديد من المنشورات على التايم لاين الأردني، حيث تم استخدام مصطلحات المقارنة مع الآخرين في مجالات السياسة، التعامل الإنساني، وحتى أوضاع السجون.
الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن هذا الوطن الكريم يمضي قُدُمًا، مؤمنًا بقيادته ومستقبل أبنائه، وممتدًا بالأمل والثقة، علينا فعلاً أن نعيد النظر في طريقة تقييمنا للأردن؛ فالأردن هو إرث عريق ومواقف خالدة.
كل شبر من أرضنا يحمل قصصاً بطولية من الإنسانية والعطاء، ولم نكن يومًا مجرد متلقين للمواقف، بل كنا المبادرين دائمًا في إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم. هذا الوطن شهد مواقف عظيمة جعلته نموذجًا يُحتذى به في الكرم والتسامح والاعتدال.
لقد قدّم الأردن الكثير للأشقاء العرب في مواقف ستُخلّد في صفحات المجد، وهو المثال الأبرز للكرم والخير. ومن هنا، يجب علينا أن نرفع رؤوسنا عاليًا ونفتخر بكل ما أنجزه أردننا العظيم.
نحن لسنا مثل غيرنا. نحن الأردن العظيم، وسيبقى عظيماً بفضل قيادته وشعبه الوفيّ.