مشاريع مدن وسكك وكثير من الحذر
مالك العثامنة
لا يوجد أكثر من تسريبات على صيغة أخبار أحيانا، وليست موثوقة ولا منسوبة لمصدر رسمي موثوق أو واضح الاسم.
هناك تواتر إخباري عن مشاريع بنية تحتية ضخمة، على رأسها مشروع سكة حديد من الجنوب إلى الشمال. لا أحد يؤكد كما لا أحد ينفي، ولا تفاصيل واضحة رغم حاجة الأردن الحقيقية لمشروع مثل هذا المشروع الذي سيغير جذريا كل شيء.
مثل هذا المشروع سيخلق فرصة نمو طبيعي لحواضر مدينة جديدة، لتجمعات سكانية يجب التخطيط لها قبل أن تنبت عشوائيا مثل الفطر، وهو مشروع سيفتح حلولا متوسطة وبعيدة لانفجار عمان السكاني، عمان مدينة لم تعد تحتمل ولا هي الآن محتملة ما فيها من اكتظاظ غير منطقي.
مشروع سكة الحديد وقطارات نقل البضائع والركاب سيعزز مفهوم التنمية ويرسخ قاعدة اللامركزية التي تفشل دوما في الخروج من قوقعتها البيروقراطية الشكلية.
ما نسمعه لا يتجاوز "همهمات" لكن بعضها يحمل تصورا جديا للموضوع.
في ظل تصور إقليمي قيد الإنشاء والتأسيس، وقائم كما علمنا على مشاريع إقليمية تكاملية ضمن سياق دولي في اعتماد طريق الهند لربط الشرق بالغرب، فإن الأردن بالضرورة الجغرافية جزء من هذا المشروع، وهذا يتطلب بنية تحتية قادرة على حمل ما سيحمله المشروع الدولي.
مشاريع النقل البري والبحري تكاد تكتمل من حولنا في الإقليم، ولا تحتاج إلى "مصادر خاصة" لمعرفة ذلك، متابعة بسيطة للأخبار في الإقليم من حولنا تعلن عن تلك المشاريع شبه المنجزة غالبا.
ونحن في منتصف كل ذلك كله، لا نعرف الوضوح في ما يجب أن نعلن عنه وننجزه وبسرعة.
هناك "حديث" عن مدن جديدة، صارت التسريبات فيها تتحدث عن ستاد وملعب كرة قدم بمواصفات دولية، لكن لا أحد يعلن عن المشروع وتفاصيله ولو بالحد الأدنى، والصحف كما المواقع تنشر كل ذلك.
الناس بحاجة إلى أمل، والأمل يجب أن يكون مبنيا على حقائق لا أمنيات، والحقائق تقول فيما نراه من معطيات حولنا أن الأردن جزء من الإقليم الذي بدأ يتغير إلى شكل جديد ومختلف، وهو شكل يتطلب علاقات تكاملية مع محيطه ومؤسس على جغرافيته السياسية التي يجب أن يستثمرها إلى أقصى حد ممكن.
هنالك شعور بوجود حسابات مبنية على خوف وتردد في مواجهة الحقائق، وهذه الحقائق هي حياة الناس ومعيشتهم ومستقبلهم، وطبعا سيكون هناك خطابات "شعبوية" بعارض وتعترض وتثير الأزمات كلما سنحت لها فرصة، ومواجهتها السليمة هي الثقة التي لن تتوفر بدون رؤية واضحة وشفافة وحاسمة للدولة الأردنية أمام كل ما سيأتي في قادم الأيام.
وللإنصاف، ومما أعرفه أن هناك تصورا شموليا واضحا للحكومة في موضوع الاقتصاد الوطني، مبني على رؤية متوازنة لا تحمل وعودا براقة، لكنها أيضا لا تحمل مغامرات ارتجالية غير محسوبة.