الرواشدة لـ"أخبار الأردن": يجب إحياء مشروع وصفي التل
خاص
أبدى الكاتب الصحافي حسين الرواشدة في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، الحاجة الماسة إلى إحياء المشروع الذي جسده وصفي التل، مستشهدًا بعمقه وأصالته.
وقال الرواشدة لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إن وصفي التل لم يكن مجرد رجل دولة بارع، بل كان صاحب رؤية شمولية ومتكاملة، تجسدت في نموذج يُحتذى به لإعادة بناء العلاقة بين الشعب الأردني ودولته، وإحياء مفهوم الدولة في وجدان أبنائها.
وأوضح الرواشدة أن وصفي التل كان المهندس الذي لم يكتفِ بوضع الخطط الاستراتيجية، بل كان الباعث لزرع بذور النهضة بيديه، من أجل إعادة بناء مجتمع حيوي يعتمد على ذاته، ويستلهم قوته من وطن يرى فيه منبع الإلهام والعزيمة.
وتطرق إلى أن وصفي التل تجاوز حدود السياسة التقليدية، فقد كان رجلًا يصوغ أحلام وطنه بالأفعال لا بالأقوال، وأعاد للأرض روحها، فجعلها تثمر أملًا يتجسد في مشروعات كبرى أرست بأسسها دعائم النهضة، مضيفًا أن تلك المشروعات لم تكن مجرد أدوات اقتصادية فحسب، بل كانت أساسًا لبناء مجتمع منتج، يعتز بنفسه وبقدراته ويعتمد على ذاته في مسيرته نحو التقدم.
وأضاف الرواشدة أن وصفي التل استطاع أن يجعل من الفن أغنية تمدح الوطن، ومن الثقافة حصنًا يحمي الهوية، ومن الصحافة صوتًا يعبر عن هوية الدولة، ومن النوادي الشبابية منارات تنمّي القيادات المستقبلية.
وأكد أننا نعيش في زمن مليء بالتحديات الكبرى، ما يتطلب منا استلهام تلك "الروح الوصفية" المفعمة بالإرادة والتصميم، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء التي لا تقدم حلولًا حقيقية، مشيرًا إلى ضرورة استدعاء رؤية وصفي التل الاستثنائية التي تؤمن بأن بناء الوطن يبدأ من بناء الإنسان، ومن إعادة صياغة العلاقة بين الدولة وأبنائها على أسس الثقة المتبادلة والمسؤولية المشتركة.
ونوّه الرواشدة إلى أهمية ما تمثله "روح وصفي" كمنارة تلهمنا، وتعيد صياغة حاضرنا، وتدفعنا لإعادة التفكير في أدوارنا كأفراد ومجتمع ودولة، لبناء أردن يستحقه أبناؤه ويستحقه الأجيال القادمة، فقد زرع وصفي التل فينا حلمًا يجب أن يظل حيًا، يثمر مشروعات أعظم، وإنجازات تخلف بصمة واضحة على قوة الفكرة وعزيمة الإنسان.