حادثة الرابية: مبادرة فردية أم جزء من مخطط أكبر؟.. الحوارات يوضح

{title}
أخبار الأردن -

 

خاص

قال المحلل السياسيّ الدكتور منذر الحوارات إن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبشكلٍ خاص في قطاع غزة والضفة الغربية، يمثل مشهدًا شديد التعقيد تتداخل فيه مشاعر الغضب الشعبي مع احتمالات التفجر الإقليمي.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا الغضب المتزايد، الناجم عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة، لا يقتصر على الفلسطينيين فقط؛ بل يمتد تأثيره ليشكل تهديدًا متزايدًا للمصالح الإقليمية والدولية، بما فيها المصالح الأمريكية، إذ يمكن أن يتحول هذا الغضب إلى محرّك لأحداث عنف غير متوقعة، سواء أكانت في شكل اعتداءات مباشرة على المصالح الإسرائيلية أو امتدت لتشمل أهدافًا دولية.

وبيّن الحوارات أن الإجابة على سؤال ما إذا كنا أمام تصعيد ممنهج أم أحداث فردية عابرة، تتطلب منا قراءة دقيقة للسياق الأمني، فما وقع في الرابية، على سبيل المثال، يثير تساؤلات جوهرية حول طبيعة هذه العمليات؛ هل هي نتيجة مبادرات فردية جاءت كردة فعل غاضبة؟ أم أنها تنتمي إلى عمليات موجهة تخضع لتخطيط مسبق وتعمل تحت غطاء تنظيمات أيديولوجية أو جهادية؟.

ونوّه إلى أن المعطيات الحالية تشير إلى صعوبة الجزم بذلك، ذلك أن الأفراد المنفذين قد لا يكونون مجرمين عاديين، بل ربما ينتمون إلى شبكات تتبنى عقيدة معينة وتستند إلى تعليمات مسبقة بانتظار اللحظة المناسبة للتنفيذ، ومع ذلك، يظل هذا السيناريو في إطار التحليل الاحتمالي، ويحتاج إلى تأكيد من الأجهزة الأمنية التي تعدّ المصدر الأساسي لتقييم دقة هذه الفرضيات.

وأشار إلى أن الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية ينظر إليه على أنه أكثر من مجرد احتقان شعبي، فهو نتاج سنوات طويلة من السياسات الإسرائيلية التي دفعت بالمنطقة إلى حافة الانفجار، وهذه السياسات التي تمزج بين الحصار المستمر، والتوسع الاستيطاني، واستهداف الرموز السياسية والاجتماعية الفلسطينية، قد وفّرت بيئة مشحونة قابلة للاشتعال في أي لحظة.

ونوّه الحوارات إلى أن إسرائيل بتصرفاتها تؤجج الغضب الفلسطيني، وتدفع أطرافًا أخرى، قد تكون ذات سوابق جرمية أو أيديولوجية، إلى استغلال هذا الغضب لتنفيذ أعمال ذات طابع عنيف، الأمر الذي يعقّد المشهد الأمني ويزيد من هشاشته.

وعن حادثة الرابية، فهي تسلط الضوء على بعدين رئيسيين؛ الأول يتعلق بمستوى التنظيم والتخطيط وراء هذه العمليات، والثاني يرتبط بإمكان حدوث عمليات مشابهة مستقبلًا، فعلى الرغم من أن التفاصيل الأمنية لم تتضح بعد، إلا أن الربط المباشر بين هذه الحادثة وتنظيم سياسي أو أيديولوجي يحتاج إلى أدلة ملموسة، ومع ذلك، فكرة أن مثل هذه الأحداث قد تتكرر ليست بعيدة عن الواقع، خاصة في ظل المناخ المشحون الذي يهيمن على المنطقة، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن".

واستطرد الحوارات قائلًا إنه لا يمكن تجاهل أي تصعيد جديد قد يحمل في طياته تداعيات قد تكون عابرة للحدود، فالمنطقة بأكملها، وليس فقط الأراضي الفلسطينية، تعيش حالة من عدم الاستقرار المستمر، إذ تترابط الأحداث لتؤدي إلى تأثيرات متسلسلة، وكل عملية فردية قد تكون بداية لمرحلة تصعيد أكبر، لا سيما في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة في الإقليم.

وأكد أنّ ما تشهده الأراضي الفلسطينية اليوم لا يعد مجرد غضب عابر أو احتجاج تقليدي؛ بل يعد تعبيرًا عن عمق الأزمة التي تتطلب معالجة سياسية وأمنية شاملة، وهو ما يستوجب على الأجهزة الأمنية أن تكثف مراقبتها للفئات الأكثر عرضة للاستغلال من قبل التنظيمات المتطرفة، وأن تواصل تحليل السياقات السياسية التي قد تشكل محفزًا لهذه العمليات، وفي الوقت ذاته، يجب أن تعي الحكومات الإقليمية والدولية أن الاستمرار في تجاهل جذور الأزمة الفلسطينية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد في المشهد الإقليمي، وربما يفتح الباب أمام سلسلة جديدة من التصعيدات غير المحسوبة.

وحذّر الحوارات من حالة كراهية ومشهد مضطرب، ما يجعل استباق الأحداث ضرورة استراتيجية لتجنب الكوارث.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير