الأونروا تفرغ مقر رئاستها في الشيخ جراح وتعطى موظفي الرئاسة الفلسطينيين مهلة
سامي مشعشع
في خطوة مفاجئة تسلم العاملون الفلسطينيون في مكاتب مقر الرئاسة في الشيخ جراح إخطارات رسمية تعلمهم بان الأونروا قررت إعادة تموضع مكاتبها الرئاسية خارج مدينة القدس وتم إعطاء العاملين مهلة ١٢ شهر للبحث عن وظائف بديلة، وحال انتهاء هذه الفترة سيتم انهاء عقودهم وشطب وظائفهم.
مكاتب الرئاسة في الشيخ جراح تشمل الدائرة القانونية المشرفة على عمل الوكالة القانوني في كافة مناطق عملياتها، وتشمل مكتب الإعلام والناطق الرسمي والتواصل لكل الوكالة ومكتب العلاقات الخارجية للمؤسسة، ومكتب تنسيق شؤون الهيئة الاستشارية (والتي تنسق مع الدول المضيفة للاجئين في مناطق العمليات الخمس ومع الدول المتبرعة) وتشمل بطبيعة الحال مكتب المفوض العام وطاقمه والمكاتب الفرعية الملحقة بمكتبه. الموظفين الاجانب في هذه المكاتب لن يفقدوا وظائفهم (!) وسيتم استيعابهم بذات الوظائف خارج فلسطين وعلى الأغلب في مكاتب الأونروا الإقليمية في العاصمة الأردنية عمان.
القرار المفاجيء لا يشمل حتى اللحظة مكاتب الشيخ جراح المتعددة والتي تعنى وتتابع عمل الوكالة في القدس وسائر مناطق الضفة الغربية والتي يعمل فيها عدة مئات من المقدسيين ومن حملة هويات الضفة الغربية، هذا مع العلم انه ومنذ اندلاع السابع من أكتوبر لم يسمح لموظفي الرئاسة من الضفة الغربية الوصول لمكاتبهم في الشيخ جراح ولم يتم تجديد تصاريح دخولهم للمدينة.
ناهيك عن الصدمة الصعبة للعاملين الذين تلقوا هذا الخبر المفاجيء والذي لم يسبقه أي تحضير او إخطار، فان هذا القرار يعكس تخاذلا كبيرا وخطوة استباقية مستهجنة قبيل تنفيذ الجهات التنفيذية الإسرائيلية قرارات الكنيست بطرد الأونروا من القدس وصولا لإنهاء وجود هذه المنظمة الدولية وطردها خارج فلسطين المحتلة.
كل الاجتماعات وكل الخطابات وكل الدعم اللفظي لم تساعد الأونروا ولن تساعدها. كل التهليل لقيادة الأونروا حول الدعم الإيجابي الذي تتلقاه من هذه الدولة او تلك لم ينفع. كل فتات الأموال التي تسلمتها من الدول العربية والإسلامية لم تنفع. كل "المرونة" والاستجابة لشروط الكيان وتقييداته على الأونروا وكل تشريطات داعميه من أمريكا وبعض الدول الأخرى لم يشفع لها، بل زاد من شهية الكيان وشهية إدارة ترامب المقبلة وإدارة بايدن الحالية للسير قدما بهدف القضاء الناجز على الوكالة.
أمين أمم متحدة ضعيف ومقيد ومتردد ولا يريد الخروج من دائرة التعبير فقط عن قلقه وحزنه تارة وعن شجبه واستنكاره تارة أخرى وكأنه يشاهد مسلسل هندي درامي طويل. وامم متحدة ضعيفة خذلت وتخذل شعوب العالم المظلوم والمكلوم وفلسطين منها، وامم متحدة ارتهنت لجبروت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وخصوصا الولايات المتحدة. لا حاجة لهكذا منظمة اممية بهكذا ضعف وهكذا ارتهان فهى لم تعد تمثلنا نحن شعوب هذه الكرة الأرضية.
لم يصارح المفوض العام زملاءه، ولم "يستشرس" في محاسبة من قتلوا المئات من زملاءه ومن هدموا العشرات من منشآته ، ولم تتحلى الأونروا بالشجاعة المطلوبة لمكاشفة عامليها او الدفاع عنهم او عن اللاجئين. وأما اتحادات العاملين في وكالة الغوث فهى صامتة كصمت القبور ولم يبق إلا استصدار شهادات الوفاة الرسمية لها.
الوكالة تخذل عامليها واللاجئين أنفسهم والذين من اجلهم أنشئت الاونروا في المقام الأول.
أيام وشهور صعبة قاتمة قادمة.