خطاب العرش، رسأئل في إتجاهات عدة.
م. عدنان السواعير
خطاب العرش لجلالة الملك يوم أمس في إفتتاح الدورة العادية الآولى لمجلس الأمة أتى في وقته وكشاهد على مرحلة مفصلية يشهده وطننا والمنطقة والعالم بأسره.
الإنتخابات الآخيرة في الأردن ونتائجها وإستمرار العدوان الصهيوني على أهلنا في فلسطين وعلى لبنان وسوريا وعودة ترامب إلى سدة الرئاسة وهي الدولة الأكثر تأثيراً على ما يحدث في منطقتنا العربية كانت بحاجة لأجوبة سواء على المستوى المحلي أو على مستوى المنطقة أو تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة، لنرى كل منها على حدا كما ورد في الخطاب.
توضيحات جلالة الملك على المستوى المحلي والتي أكدت على ثوابتنا الوطنية هي رسائل تطمينية لجميع الأطراف بالإستمرار في مسيرة الإصلاح، السياسي والإداري والإقتصادي وأنا شخصياً إعتبرتها رسالة تطمينية تجاه أيضاً حزب جبهة العمل الإسلامي وهو ما طالب به لاحقاً مرشح الحزب لإنتخابات رئاسة المجلس، عندما يؤكد جلالة الملك على مسيرة الإصلاح السياسي في الوقت الذي ونتيجة للإنتخابات الآخيرة شكك الكثيرون بجدوى هذا الإصلاح فهذا يعني التصميم مضياً في مسيرة الإصلاح السياسي وهو الأم لجميع الإصلاحات الأخرى والتأكيد على تشبث جلالة الملك بهذه المسيرة.
لقد كانت رسالة تطمينية مهمة جداً وهي بالتالي دعوة لتماسك جبهتنا الداخلية وهي طريقنا لمواجهة المخاطر المحدقة بالوطن.
الرسالة الأخرى على المستوى المحلي موجهة للأحزاب نفسها والتأكيد على دورها في تطبيق مشروع التحديث السياسي وتعزيز دورها البرامجي في نهضة هذه الأمة وهذا ما يتوافق مع مفهوم الحزب الجديد وما يضمن العمل الجماعي ومشاركة الشباب والمرأة، إحترام الدستور والعمل تحت مظلته لضمان دولة القانون والتعاون بين الحكومة والبرلمان وهذا دور رئيس للأحزاب.
مستقبل الأردن وأجياله المبني على مستقبل واعد للشباب والذين يشكلون 70% من التعداد السكاني للأردنين وتحفيز الحكومات لرفع معدلات النمو وهي الطريقة الوحيدة للنهوض بإقتصادنا الوطني وإيجاد السبل لهذا النمو بما يتناسب مع الكفاءات البشرية التي يملكها وطننا العزيز
على المستوى العربي وأمام الإدارة الأمريكية الجديدة، فقد أكد جلالته على إنتمائنا العربي ورساخة هويتنا وإرثها الهاشمي وعلى دعمنا المطلق لأهلنا في فلسطين وهذا مبدأ ثابت ولا خروج عن مبادئنا لتحقيق السلام العادل في المنطقة المبني على حل الدولتين الذي ينادي به جلالة الملك وأصبحت تنادي به معظم دول العالم هو الخيار الوحيد والذي سنبقى متمسكين به ويمنح الأمن للجميع رغم تعنت الحكومة الصهيونية المتطرفة.
لا مجال للحل إن لم يعترف الجميع بحق الشعب الفلسطيني بالعيش على أرضه وتقرير مصيره وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف وهو السبيل الوحيد لرفع الظلم عن أشقائنا الفلسطينيين، كل ذلك هي أولوية أردنية هاشمية، سنواصل تأديتها بشرف وأمانة.
لقد كان خطاباً شاملاً يليق باللحظة وإنتظره جميع الأردنيون.