ربيحات لـ"أخبار الأردن": محاولات لإضعاف وحدة الأردنيين

{title}
أخبار الأردن -

 

قال وزير الثقافة الأسبق الدكتور صبري ربيحات، إن منطقتنا العربية وغرب آسيا، ورغم غياب ضغوط أمنية مباشرة أو تهديدات وجودية يومية، إلا أن هناك شعورًا متناميًا لدى العديد من الناس بأن الأمور لا تسير نحو الأفضل، بل تتجه إلى حالة من الركود والإحباط.

وأوضح ربيحات في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هذا الشعور ينبع من قناعة تتبلور لدى الكثيرين بأن التغيير الإيجابي أصبح شبه مستحيل، وكأن الأفق مسدود أمام أي تطور يلامس احتياجاتهم الأساسية أو يحقق تطلعاتهم المستقبلية.

وبيّن ربيحات أن الواقع يشير إلى أن التدهور الاقتصادي، الذي بات ملموسًا للجميع، يقف كأحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الإحباط، فمع الزيادة السكانية المضطردة التي تضغط على الموارد المحدودة، والتي تتقلص يومًا بعد يوم، يجد الناس أنفسهم عالقين في حلقة مفرغة، إذ يتفاقم التحدي الاقتصادي دون حلول جذرية أو خطط مستدامة لمعالجته.

أما في الجوار، فإن الدول ذات الموارد الوفيرة تستعين بالعمالة الأجنبية لتحقيق التنمية، ما يجعل الأردني يشعر بأن العامل الوافد يأتي ليحتل الفرص القليلة المتبقية له في سوق العمل المحلي، وفقًا لما صرح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، مضيفًا أن ما يزيد من هذا الشعور تراجع العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية، التي كانت في الماضي توفر للأردني فرص عمل واسعة، خاصة في الخليج العربي.

وأشار ربيحات إلى أن الكفاءات الأردنية في العقود الماضية كانت مطلوبة بشكل كبير، إلا أن هذا الواقع تغير جذريًا، واليوم، يجد الأردني نفسه في منافسة شرسة مع عمالة وافدة من دول كالهند، ومصر، وسوريا، ولبنان، ما أفقده المزايا التنافسية التي كانت تُميز وجوده في السبعينيات، والثمانينيات، وحتى التسعينيات.

إلى جانب هذا، نوّه إلى أن الأردني يواجه اليوم ضغوطًا متزايدة نتيجة تقلص الموارد الأساسية، فنصيب الفرد من الخدمات والطاقة آخذ في التراجع، فيما ترتفع تكاليف التعليم إلى مستويات مرهقة، ورغم أهمية التعليم كأداة للنهضة، إلا أنه لم يعد يحقق العائد الاقتصادي المأمول، ما يُضيف أعباء جديدة إلى كاهل الأسر دون مردود واضح.

وصرّح ربيحات أن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فهناك ما يمكن وصفه بحالة "التشظي الاجتماعي" التي تؤثر على وحدة الشعور والانتماء الوطني، قد تكون هذه الحالة مسكوتًا عنها أو يُتعامل معها على أنها ظاهرة طبيعية، لكنها تُضعف الروح المعنوية وتُفقد المجتمع تماسكه الضروري لبناء أمة متجانسة وهُوية وطنية راسخة.

وفي هذا السياق، تبدو العديد من القضايا الجوهرية غائبة عن اهتمام السياسات الحكومية والبرامج الجامعية، بل وحتى عن الإعلام، الذي يُفترض أن يكون أداة محورية في تشكيل الوعي العام، لكن للأسف، أصبح الإعلام في الأردن مجرد وسيلة ترويجية تُكرر نفس الخطابات دون عمق فكري أو احترام لعقول المتلقين، وجيوش التحليل والتبرير التي تُسيطر على المشهد الإعلامي تفتقر إلى المصداقية، وتُقدم أطروحات لا تعكس حقيقة معاناة الناس أو تطلعاتهم.

واستطرد قائلًا إن معالجة هذه التحديات تتطلب رؤية استراتيجية شاملة تأخذ بعين الاعتبار تحسين صورة المواطن الأردني عن نفسه، وتعزيز شعوره بالكرامة والإنجاز، مضيفًا أن إعادة بناء الوحدة الاجتماعية والنهوض بالوعي الجمعي يمكن أن يُسهم في خلق بيئة إيجابية، تعزز من سعادة الأفراد ورضاهم، وتُمكنهم من المشاركة الفعالة في بناء مستقبل أفضل.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير