أبو سليم يوقع روايته "باباس"، في جامعة الشرق الاوسط
نظم قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة الشرق الأوسط، أول من أمس، حفل توقيع لرواية "باباس"، الصادرة حديثًا عن دار الفينيق للنشر والتوزيع في عمان، للروائي أحمد أبو سليم.
شارك في الحفل الذي أداره الأستاذ المشارك في الأدب والنقد في قسم اللغة العربية في الجامعة، د. زياد مقدادي، الناقد مجدي ممدوح، وقدم الروائي شهادة إبداعية حول الرواية.
في بداية الحفل، رحبت رئيسة قسم اللغة العربية وآدابها، د. حفيظة محمود، بضيوف الجامعة ودعتهم للوقوف وقفة إكبار وإجلال للمقاومة والمقاومين في غزة ولبنان، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الأبرار.
وأكدت محمود على أن هذه الفعالية هي أولى فعاليات اللجنة الثقافية في قسم اللغة العربية وآدابها، مشيرة إلى أنه على الرغم من العتمة التي تحيط بنا، والألم الذي يتغلغل في داخلنا، والإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق أهلنا في غزة ولبنان، فإن الأمل ما زال قائمًا، ولولاه لفقدنا الحياة.
وأضافت محمود: "نحتفل اليوم بتوقيع رواية (باباس)، للروائي أحمد أبو سليم، بحضور كوكبة من الأكاديميين وأصحاب القلم والصحافة والثقافة، وعدد من أصدقاء الكاتب". وأوضحت أن أبو سليم حاصل على جائزة القدس عام 2022، ووصفت الرواية بأنها تثير تساؤلات وتطرق موضوعات متعددة مثل الموسيقى، الحب، البحث عن الحقيقة، القلق الوجودي، وغيرها من التساؤلات الفلسفية الكبرى.
من جانبه، تحدث الناقد مجدي ممدوح حول ثيمة الرواية التي تتمحور حول "الحب والموسيقى"، مشيرًا إلى أن أبو سليم في هذه الرواية ينتقل من الهم الوطني إلى الهم الإنساني، مجسدًا معاناة الإنسان بما هو إنسان، وهي معاناة عابرة للأزمان والأوطان.
وأوضح ممدوح أن الولوج إلى أي نص أدبي من الداخل هو غاية كل ناقد يسعى إلى إنتاج نص نقدي يتجاوز الشرح والتفسير التقليدي الذي يدور في فلك النص. وأكد أن النص الإبداعي أشبه بالكرة الملساء التي يصعب إيجاد مدخل لها، لكن في نهاية المطاف، يجب أن يُكتشف ثقب أو ثغرة تُمكّن الناقد من النفاذ إلى عمق النص، والكشف عن اللاوعي المتخفي في ثناياه، وإظهار المسكوت عنه.
وأضاف أن المداخل إلى أي نص لا حصر لها وفق استراتيجيات القراءة المعاصرة، إلا أن لكل ناقد مدخله الخاص. وقد اختار ممدوح الدخول إلى هذا النص من خلال عنصري "الحب والموسيقى"، اللذين يشتركان في تشكيل ثيمة الرواية.
وتابع: "الحب والموسيقى هما مطلقان ينبثقان من خارج نسيج الزمان". وبيّن أن بيتهوفن أدرك هذه الحقيقة وظل يسبح في المطلق، ما جعل موسيقاه عصية على التعين. ولكنه وجد في الشعر ضالته، رغم أن الشعر، على عكس الموسيقى، يقيد نفسه بقيد اللغة ويستجيب لاشتراطاتها، التي ترسم له حدودًا. وهكذا، أضاف بيتهوفن الكورال في الحركة الأخيرة من سيمفونيته التاسعة.
بدوره، تحدث الروائي أحمد أبو سليم عن أجواء الرواية، مبينًا أن كل كلمة نقرأها أو نكتبها هي محاولة للمضي قدمًا في هذا السبيل. وأشار إلى أن أول إرهاصات الموسيقى ولدت في المعابد، حيث كانت الأصوات الموجوعة تبحث عن ملاذات، محاولة التطهر من وجع غامض في أعماق الذات، في سعي مستمر نحو القبس المفقود.
واختتم أبو سليم حديثه بالقول إن "باباس" هو المخلّص العربي الجديد الذي لا يعرف معنى الحياة بالضبط، لأنه متخم بالخوف الذي أرسى دعائم الحزن الأكيد في النهاية. وأوضح أن بطل الرواية يهرب دائمًا إلى الأمام، ليكتشف في نهاية المطاف أنه يحمل آلام البشرية على كتفيه وعقله السميع.