الغرايبة لـ"أخبار الأردن": إسرائيل حديقة أمامية للولايات المتحدة... وهذا ما ينتظر العرب

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الكاتب الدكتور إبراهيم الغرايبة إن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تظل محكومة بتوجهات الحزبين الرئيسيين، فضلًا عن تأثير المؤسسات الكبرى مثل وزارة الخارجية، وزارة الدفاع، ووكالة المخابرات المركزية (CIA).

وأشار في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل جعل المنطقة تبدو كأنها مجرد مصدر للنفط والموارد الخام، دون النظر بجدية إلى شعوبها ككيانات حضارية تستحق شراكة عادلة، بل على العكس، أضحت المنطقة منصة لتعزيز الهيمنة الغربية التي اتخذت من إسرائيل "حديقة أمامية" محمية بقوة استثنائية على مر التاريخ.  

وأوضح الغرايبة أن هناك من يتطلع إلى قوى مثل روسيا، الصين، والهند، لتحدي النفوذ الغربي، إلا أن هذه القوى، رغم نموها الاقتصادي والعسكري، لم تصل بعد إلى مستوى الجاذبية الثقافية والحضارية الذي يجعلها بديلًا حقيقيًا للغرب.  

وأضاف أن استمرار الهجرة نحو الغرب والاستهلاك العالمي لمنتجاته الثقافية والفكرية يعكس بقاء تفوقه في كسب القلوب والعقول، وهو ما لم يتمكن الاتحاد السوفيتي من تحقيقه سابقًا، ولا تبدو القوى الصاعدة قادرة على تحقيقه في المستقبل القريب.

واستطرد الغرايبة قائلًا إن تجربة دونالد ترامب السابقة تقدم نموذجًا لتحليل مستقبل السياسات الأمريكية، ومع عودته للسلطة، يُتوقع أن ينتهج مقاربة أكثر جذرية لبناء إرث عالمي دائم، بعيدًا عن حسابات الانتخابات التقليدية.  

وتابع الغرايبة بأن ريغان أسس "عالمًا جديدًا" بهزيمته للشيوعية، وكلينتون سعى لبناء "قوة السلام" عبر حل النزاعات، بينما يسعى ترامب إلى تحقيق "سلام القوة"، مستندًا إلى فرض وقائع سياسية واقتصادية كما ظهر في "صفقة القرن" و"اتفاقيات إبراهيم"، إلا أن هذه السياسات، وفق الغرايبة، لا تقدم سوى تحسينات اقتصادية سطحية مقابل تثبيت الاحتلال وتحويله إلى أمر واقع، مع تقديم إغراءات بسلام اقتصادي مصطنع لدول الجوار.  

وفيما يتعلق بإيران، أشار الغرايبة إلى أنها تواجه خيارات استراتيجية صعبة، قد تضطر في إطارها إلى تقليص دعمها لحلفائها الإقليميين كحزب الله وحماس، مقابل الحفاظ على مشروعها النووي وعلاقاتها مع روسيا والصين، أما دول الخليج العربي، فتبدو مستعدة لتقديم تنازلات على صعيد الحريات والديمقراطية، في سبيل تعزيز شراكاتها الأمنية مع الولايات المتحدة وشراء المزيد من الأسلحة، بغض النظر عن جدوى هذه الصفقات عسكريًا.  

أما الأردن وفلسطين، فقال الغرايبة إنهما يواجهان ضغوطًا هائلة تهدد تطلعات التحرر وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيرًا إلى أن الحلول المطروحة لا تتجاوز "سلامًا هشًا" يكتفي بتحسين الظروف المعيشية ووقف الحروب، على حساب الحقوق الوطنية، وأن الحرب الأخيرة في غزة ولبنان، رغم مفاجآتها، لم تسفر عن تغيير حقيقي، بل كرّست واقعًا يخدم الهيمنة الإسرائيلية والإقصاء الفلسطيني.  

وفي ختام حديثه، لفت الغرايبة الانتباه إلى الفجوة العميقة بين رؤية شعوب المنطقة لأنفسها والنظرة العالمية إليها، مع تباين المصالح العربية إلى حد كبير، حتى داخل القضية الفلسطينية نفسها، مؤكدًا حاجة العرب إلى إعادة التفكير بشكل جذري، بعيدًا عن الأوهام، مع تبني رؤية سياسية مبتكرة، خيال إبداعي، وإرادة قوية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير