الشوشان يكشف لـ"أخبار الأردن" أبعاد ورسائل خطاب ولي العهد في قمة المناخ

{title}
أخبار الأردن -

 

وصف رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان خطاب سمو ولي العهد الحسين بن عبد الله الثاني، في قمة القادة للمناخ COP29، بأنه بيان شامل يربط بين التحديات البيئية والسياسية، ويقدم الأردن كلاعب دولي يسعى إلى وضع أزمات المنطقة في سياق عالمي.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الخطاب كان بمثابة دعوة فكرية للتحول نحو فهم أعمق لعلاقة المناخ بالأمن والسلام الإقليميين، في انعكاس صريح لقدرة الأردن على استغلال المنصات الدولية لتوجيه النقاش نحو رؤى تتجاوز الأطروحات التقليدية.

وبيّن الشوشان أن سمو ولي العهد قدّم رؤية فريدة عبر ربط تأثيرات التغير المناخي بالأزمات السياسية في المنطقة، مسلطًا الضوء على مثال غزة، مع ما تعانيه من دمار شامل للبنى التحتية، جنبًا إلى جنب مع امتداد الكارثة إلى مستوى بيئي يُنذر بتداعيات إقليمية وعالمية، مشيرًا إلى أن توصيفه لتدمير أنظمة الصرف الصحي والنفايات، وتأثيرات إعادة الإعمار المتوقعة على الانبعاثات الكربونية، يقدم نموذجًا مركبًا لفهم الأزمات البيئية كأزمات شاملة تتعدى الحدود الجغرافية.

وذكر أنه لم يقتصر على مناقشة تحديات المناخ بمعزل عن المشهد الإقليمي والدولي، بل دعا إلى مقاربة شمولية تُجسد فهمًا عميقًا للعلاقة بين المناخ والأمن والسلام، فطرحه للعلاقة بين غياب الاستقرار وأزمة المناخ يشير إلى إدراك استراتيجي بأن التغير المناخي يزيد من هشاشة الأوضاع الأمنية في الدول المتضررة، خاصة في ظل غياب العدالة والإنصاف.


وذكر الشوشان أن سمو ولي العهد استعرض مبادرة الأردن التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني في مؤتمر COP27، مع الربط بين التغير المناخي واللاجئين، مؤكدةً دور الدول المستضيفة في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، وبدعم 58 دولة لهذه المبادرة، ينشأ تحالف دولي يهدف إلى تقديم نموذج متكامل لدعم الدول المستضيفة، لتحقيق مفهوم "العدالة المناخية" الذي شدد عليه سموه كضرورة استراتيجية لتجنب الأزمات المناخية المتفاقمة.

وتابع قائلًا إن سمو ولي العهد ناقش التحديات الاستثنائية التي تواجه الأردن كدولة تتعامل مع ضغوط استثنائية بسبب استضافة اللاجئين، الذين يمثلون ما يقارب ثلث سكانه، وقد جاء ذلك كمحور مهم في خطابه، ليبرز كيفية تأثير اللاجئين على موارد الأردن الشحيحة، خاصة المياه والصحة والتعليم، وهو ما يجعل من الصعب التعامل مع الأزمات المناخية منفردًا.

ولفت الشوشان النظر إلى ما شدد عليه سمو ولي العهد بشأن ضرورة إعطاء الأولوية للدول المستضيفة للاجئين في آليات التمويل المناخي، مع ضمان الشفافية والمساءلة، وتُبرز هذه الدعوة فهمًا استراتيجيًا للعوامل المؤثرة في الثقة الدولية، إذ إن توفير التمويل العادل هو خطوة أساسية لإعادة بناء ثقة الدول المتضررة بالمجتمع الدولي. ويتجلى من خلال هذه الدعوة التزام الأردن ببناء شراكات قائمة على العدالة والشفافية لمواجهة التحديات المناخية.

وبيّن أن اختيار سمو ولي العهد استثمار هذه المنصة الدولية لإيصال رسائل تتعلق بالأزمات المناخية والبيئية في المنطقة، يعكس حرص الأردن على طرح الأزمات الإقليمية بشكل جديد يتناولها كأزمات متشابكة ومتعددة الأبعاد، فبينما تركز الدول عادة على التحديات المناخية بمعزل عن الأزمات السياسية، طرح سموه منظورًا يجمع بين العوامل البيئية والاجتماعية والسياسية، مسلطًا الضوء على التحديات الفريدة التي تواجهها المنطقة، مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وفقدان التنوع البيولوجي، ما يدعو إلى استجابة عالمية عادلة ومستدامة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير