ما معنى... فتح صفحة جديدة مع ترمب
هكذا وُصفت التوجهات الإيجابية التي ظهرت بين يدي فوز ترمب المدوي وسيطرته على مؤسسات القرار الأمريكي.
وإذا كانت التصريحات العامة تكفي لاستنتاج السياسات، فما قاله في الحملة التي خاصها وما قاله في خطاب النصر، يُظهر أننا حيال مبعوث أرسلته الأقدار لتغيير العالم وإنهاء الحروب وإسعاد البشرية.
غير أن تصريحات المناسبات شيء، وصناعة السياسات والقرارات شيءٌ آخر، لهذا فإن الرئيس الذي ما يزال يوصف بالإشكالي والمفاجئ، سوف يخضع لاختبار مبكر ومنذ الأيام الأولى لعودته إلى البيت الأبيض.
في الشأن الأمريكي فأهل أمريكا أدرى برئيسهم وكيف يقوّمونه، وهل سيحقق لهم ما وعدهم به، وما كان سبباً في تدفق الأصوات لصالحه؟
أمّا الذي يهمنا وهو الشأن الشرق أوسطي المشتعل حتى الآن وبؤرة اشتعاله غزة وفلسطين، التي أنتجت بؤر اشتعال شملت جغرافية المنطقة كلها.
المسألة هنا ليس وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، على أهمية ذلك وأساسيته، بل ما الذي يريد ويستطيع الرئيس ترمب عمله لتحقيق وعده بإنهاء الحروب في العالم أي في الشرق الأوسط وأوروبا؟
وبحكم أننا في قلب النار الشرق أوسطية، فلننحي الشأن الأوروبي لتقويمات أهله وتوقعاتهم، لنقول كلاماً محدداً في ِشأننا حيث بيتنا المشتعل المسمى بالشرق الأوسط.
وهنا نطرح سؤالا بسيطاً ولكن الإجابة عنه هي المفصل بين الحرب والسلام..
هل يا سيادة الرئيس ترمب ستتخلى عمّا فعلته خلال سنوات ولايتك الأولى، والتي تمخضت عن صفقة القرن؟
ويتفرع عن هذا السؤال أسئلة أخرى مثل.. هل ستتوقف عن النظر للحلول في الشرق الأوسط من منظار نتنياهو الذي يواصل الاتصال بك للتأثير على سياساتك وقراراتك؟
وهل ستضع حداً لرهانات اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي رأى في عودتك للبيت الأبيض حافزاً لضم الضفة الغربية في العام 2025 كما قال سموتريتش؟
الصفحة الجديدة التي يجري الحديث عنها هي الرؤية الموضوعية والمتوازنة للحل الصحيح للقضية الفلسطينية، التي هي أساس الاشتعالات المتواترة في الشرق الأوسط منذ بداياتها.
إن ذهبت في هذا الاتجاه تكون قد فتحت صفحة جديدة ليس مع الفلسطينيين وحدهم وإنما مع العالم كله، الذي انطلقت رسالته إليك من الرياض، حيث القمة العربية الإسلامية، وقبلها التحالف الدول من أجل تنفيذ حل الدولتين، فهل عهدك الجديد المفترض أنه مختلف عن القديم سيفعل ذلك؟
لن نحتاج إلى وقت طويل حتى نعرف الجواب.