نتنياهو.... والجبهة الثامنة!
نجح نتنياهو في جر إسرائيل إلى حرب الجبهات السبع، التي أطلق عليها تعريفاً أقنع معظم الإسرائيليين وهو "الحرب الوجودية" أو " حرب قيامة إسرائيل" وأداتها السيوف الحديدية.
حرب الجبهات السبع، ما تزال محتدمة، وما تزال إسرائيل تستقبل الجثث كل يوم، وآخر دفعة كانت مقتل ستة جنود في جنوب لبنان.
نتنياهو.. رئيس المستويين السياسي والعسكري، لا يجد صعوبة في تحريك الجنرالات لتنفيذ سياسته العسكرية في الميدان، كما لا يجد معوقات جدية تحول دون تدفق الدعم العسكري الأمريكي لحربه مهما احتاجت وربما أكثر.
غير أن ما ينغص على نتنياهو حياته، هو رعبه العميق من الجبهة الثامنة، التي هي بالنسبة له أهم من كل الجبهات الأخرى، بل هي المصدر الرئيسي لاتهامه بتحويل كل إسرائيل إلى درع واقٍ له، من المثول أمام المحكمة التي يجب أن تنظر في قضايا الفساد المتورط بها، والتي لا يجد محاموه من مخرج منها سوى تأجيلها إلى أن تولد فرصة لإلغائها.
الجبهة الثامنة هي الأهم، ويراها نتنياهو الأخطر على حاضره ومستقبله، لهذا يعمل محاموه ليل نهار لإيجاد مخارج ولو مؤقتة منها، واستمرار الحرب في هذه الحالة هو ما يوفر ذلك.
الجبهة الثامنة التي تخيف نتنياهو أكثر من الجبهات السبع، التي جر إسرائيل إليها بكل ما حملته من خسائر بشرية وسياسية واقتصادية ومعنوية، هي بمثابة الحبل الذي يلتف حول عنقه، وحتى الآن لا أحد يعرف على وجه الدقة، هل سينجح محاموه في إيجاد المخرج أم أنهم لن ينجحوا؟ ولكن الجميع يعرف أن الحروب السبعة واستمرارها وتصعيدها هي ما يعتبره ومحاموه طوق النجاة من الجبهة الثامنة!
أكثر ما يخيف نتنياهو من هذه الجبهة، هو تواضع قدرات ترمب في إخراجه منها، وقوة قدرة خصومه في استغلالها للإطاحة به، وحليفهم في هذه الجبهة القضاء الذي حاول نتنياهو تحطيمه وما يزال.