تمويل واستدامة علاج السرطان (2-2)

{title}
أخبار الأردن -

 

سلامة الدرعاوي

الواقع التالي لتمويل كلف علاج السرطان في الأردن غير قابلة للاستدامة في ضوء أرقام النمو التضخم الحاصلة، وهو ما يحتم على المعنيين ايجاد نماذج مبتكرة في تمويل علاج السرطان في خطوة استشرافية للمستقبل استحدثت مؤسسة الحسين للسرطان منذ 20 عاماً برنامج تأمين رعاية إيماناً منها بأن تمويل علاج السرطان سيواجه تحديات على المستوى الوطني بناءً على الدراسات الاكتوارية والتوقعات العلمية، وأن النهج التشاركي في التمويل هو الحل.

تأمين رعاية هو برنامج تأمين تكافلي اجتماعي لتأمين علاج السرطان، يطبق أعلى المعايير العلمية والاكتوارية المعتمدة عالمياً في إدارة برامج التأمين لتغطية علاج السرطان للمصابين من مشتركيه.
يحقق التأمين النهج التشاركي في تمويل علاج السرطان، حيث يتيح الفرصة للقادرين من الأفراد والشركات للمساهمة في تمويل علاج السرطان. يضم تأمين رعاية أكثر من 210,000 مشترك، وساهم في علاج أكثر من أربعة آلاف حالة سرطان حتى الآن. 
المواطن والقطاع الخاص جاهزان لتأدية دورهما في استدامة علاج السرطان بشرط الوصول المتكافئ للعلاج النوعي بموجب دراسة استطلاع الرأي العام التي تم تنفيذها من قبل مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، وتعتقد الغالبية العظمى من المستجيبين 95 % بأن وجود تأمين صحي لعلاج السرطان مهم جداً. 74 % من المستجيبين بيّنوا أنهم يستطيعون ويودّون في المساهمة بمبلغ مالي سنوي بسيط، مقارنة بتكاليف العلاج الكلية لضمان تغطية جزء كامل تكاليف العلاج في حال إصابتهم بمرض السرطان لا قدر الله، والغالبية العظمى منهم 90 % سيختارون تأمين أنفسهم وأفراد أسرتهم في مركز الحسين للسرطان مقابل اقتطاع مبلغ شهري.
تعتقد الغالبية العظمى 92 % من المستجيبين بأن تغطية كلف علاج السرطان بما يضمن حق وصول كافة المرضى لنفس المستوى من الخدمات ذات الجودة العالية، يحتاج إلى توحيد جهود أكثر من جهة.
القطاع الخاص قادر، ويساهم في تغطية الكلف الوطنية لعلاج السرطان بدليل أن 80 % من منتسبي تأمين رعاية هم من الشركات، وما يقارب 75 % من المنتسبين من الشركات تتحمّل كافة الكلف عن موظفيها.
النتيجة الحتمية لتمويل غير مستدام المساس بحق المواطن بالعلاج إلا إذا تمت إعادة النظر في آلية تمويل علاج السرطان لتصبح مبنية على نهج التأمين بدلاً من تغطية التكاليف بعد العلاج.
لقد ساهمت كافة الأطراف في تمويل علاج السرطان بما فيها القطاع الخاص والفئات القادرة من الأفراد ضمن سياق تأميني عادل ومحدد. هذا وتم أخذ عدد الحالات الحالية والمتوقعة والكلف المترتبة على مدة العلاج عند التخطيط لتمويل علاج السرطان ورصد الموازنات الصحية وإجراء دراسات اكتوارية دورية.
كما تم تأسيس صندوق وطني لتمويل علاج السرطان بنهج تشاركي يحقق معايير الاستدامة والحماية الاجتماعية على حد سواء. واخيرًا، لقد تمت الاستفادة من قصص النجاح محليا ودوليا والدروس المستفادة في تمويل علاج السرطان مثل تأمين رعاية، لذلك إذا ارادت الحكومة مواصلة التميز النسبي في معالجة السرطان محليا واقليميا ، فإن الأمر اليوم بات ملحا للخروج بآليات ونماذج تمويل جديدة تشارك الخزينة في العبء المالي لمواجهة تحديات التضخم المستقبلية التي باتت على الأبواب وتشكل خطرا حقيقيا على استدامة التمويل لمواجهة هذا المرض الخطير.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير