الصمادي لـ"أخبار الأردن": ميليشيات تطمح لتقويض الأمن الوطني

{title}
أخبار الأردن -

 

قال اللواء الركن محمد الصمادي إن الأردن يتحمل مسؤوليات جسيمة في الدفاع عن أمنه الوطني وأمن المنطقة ككل، من خلال التصدي لمحاولات تهريب الأسلحة والمخدرات التي تستهدف استقراره الداخلي وتستهدف دول الجوار.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التوترات المتصاعدة على حدوده الشمالية والشرقية والجنوبية تُلقي بثقلها على القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، حيث تشكل تحديات معقدة في وجه منظومة أمنية تعمل بحزم داخل بلد يشهد استقرارًا وسط محيط مضطرب.

وبيّن الصمادي أن عمليات التهريب التي تتعرض لها المملكة أصبحت أكثر تعقيدًا، فهي تُدار عبر شبكات محترفة، مدربة ومسلحة، وتعمل بتوجيهات من منظومات استخباراتية إقليمية، مضيفًا أن هذا التهديد يضع الدول العربية وأجيالها، الحاضرة والمستقبلية، في دائرة الاستهداف المباشر، إذ تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 85% من المخدرات المضبوطة كانت معدة للتهريب إلى خارج الأردن، لا سيما إلى دول الخليج العربي.

وذكر أن مناطق النفوذ تتوزع بين قوى خارجية كبرى، أبرزها روسيا وإيران والولايات المتحدة، فيما لا تزال السلطات المركزية في سوريا والعراق غير قادرة على بسط سيطرة كاملة على أراضيها، ليشكل الواقع المستجد تهديدًا مباشرًا على الأردن، إذ تسعى جهات خارجية لزعزعة استقراره من خلال عمليات تهريب السلاح والمخدرات، في وقتٍ يصل فيه طول الحدود الأردنية مع سوريا لنحو 375 كم، ومع العراق إلى 178 كم، ما يفرض تحديات أمنية كبرى تتطلب استراتيجيات دفاعية وهجومية في آن واحد، وهو ما تعمل القوات المسلحة الأردنية باستمرار، إذ تستهدف بؤر التهديد بالقرب من الحدود، حيث تم في الشهر الماضي إسقاط 14 طائرة مسيرة من قبل وحدات الجيش العربي، تركزت غالبيتها على الجبهة الغربية للمنطقة العسكرية الجنوبية.

ولفت الصمادي الانتباه إلى أن عمليات التصدي لتهريب المخدرات والأسلحة تتم بتنسيق دقيق بين الأجهزة الأمنية، وإدارة مكافحة المخدرات، وتُعزز قوات حرس الحدود هذا التنسيق من خلال مراقبة مستمرة للحدود، وعلى الرغم من أن المهربين يستغلون أحوال الطقس كعدم الاستقرار الجوي وانتشار الضباب لتنفيذ عملياتهم، فإن القوات المسلحة الأردنية تطبق قواعد الاشتباك بصرامة، وغالبًا ما تنجح في قتل عدد من المهربين، بينما يضطر بعضهم للانسحاب إلى الداخل السوري.

ونوّه إلى أن الأمن الوطني الأردني بات مستهدفًا بصورة مباشرة مع تزايد نفوذ وكلاء إيران على طول الحدود الأردنية، ومن بينهم ميليشيات "فاطميون" و"زينبيون" الخاضعتان لسيطرة الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى عناصر حركة "النجباء" العراقية المدعومة من إيران، ولا تقتصر أنشطة هذه الميليشيات على تهريب السلاح والمخدرات، بل تتعداها إلى عمليات الاستطلاع والتجسس.

وتابع الصمادي أنه تم في وقتٍ سابق ضبط صواريخ وقذائف (RPG) بحوزة بعض الجماعات، ما يؤكد طموحاتهم للتوسع والنفوذ من جانب، وإضعاف استقرار المملكة الأردنية الهاشمية وإذكاء الصراعات في المنطقة من جانبٍ آخر، إلا أن القوات المسلحة الأردنية تضع أمن الأردن واستقراره في طليعة أولوياتها، وتبقى على أهبة الاستعداد، مدعومة بمنظومة استخبارية متقدمة، للتصدي لمحاولات تهريب الأسلحة والمخدرات بالتعاون مع دول الجوار.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير