ترامب رجل الصفقات
إبراهيم القعير
الحديث الآن في جميع المحافل عن فوز ترامب، وهو فوز لليمين المتطرف. وقد برزت على الساحة جميع القضايا العالمية المتعلقة بنفوذ الصهيونية العالمية.
من المعروف أن أميركا يحكمها تيار واحد صهيوني، مُقسم إلى قسمين: الحزب الديمقراطي (الهسكلاه) والحزب الجمهوري (حاباد لوبيفيتش). والفرق بين الحزبين هو أن الديمقراطيين يمثلون المتنورين العولميين الذين يعتبرون الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط جزءًا من أميركا، ويجب حمايته والدفاع عنه، وهم من ينشرون الإلحاد والشذوذ والإجهاض. أما الحزب الجمهوري فيرى أن الكيان الصهيوني يجب عليه قيادة الشرق الأوسط وتحقيق مطالبه، وهم ضد الإلحاد والشذوذ والإجهاض، لكنهم أيضًا صهاينة حتى النخاع. وجميعهم ضد الإسلام والمسلمين. لذلك، ترامب محاط برجال معادين للدين الإسلامي مثل مايكل فلين وستيف بانون.
يشعر المسلمون بالخذلان من الحزبين، لأن كلاهما متمسك بسياسة تكريس الاستعمار الفاشي والعنصري والإمبريالي الصهيوني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويسعى كل منهما إلى فرض السيطرة وإبادة الشعوب. وقع ترامب بقرار ذاتي على الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها، كما اعترف بسيادة الكيان المحتل على هضبة الجولان المحتلة، ولم يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. ومن المتوقع أن يدعم ضم الكيان الصهيوني لمزيد من الأراضي الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين.
ترامب هو رجل الصفقات، وخوفًا من انهيار الصهيونية في أميركا، فاز ترامب لأنه هدد، كما قال بايدن، بالانقلاب إذا فشل في الانتخابات. وصف فوز ترامب من قبل الأميركيين بأنه "قهر الشعب بأذن الشعب"، لأنه أخبر الأمريكيين بما يخطط له بالضبط. إنه حاكم استبدادي لم يسبق له مثيل، لأنه يستخدم القوة العسكرية ضد خصومه السياسيين. ومن المتوقع أن يكون دكتاتورًا منذ اليوم الأول لحكمه.
دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال بعيدة وضعيفة على أن تصبح مركزًا جيوسياسيًا، مما سيزيد ضعفها في الساحة الدولية. الأوضاع لن تتغير، وربما ستسوء، والأزمات الاقتصادية ستتفاقم.
هدف الصهاينة الآن هو إدماج الكيان الصهيوني إقليميًا والاستفادة من فرص التطبيع والتكامل فيما بينهم لصد نفوذ إيران كما يزعمون، وتدمير المفاعل النووي الإيراني والسيطرة الكاملة على المنطقة. يسعى الصهاينة إلى إنشاء محور إيراني روسي لخنق وتقسيم تركيا وسوريا والعراق. كما يهدفون إلى إضعاف الاتفاقات الروسية الصينية لعزل ومحاصرة الصين، التي ستصبح في غضون سنوات أكبر دولة اقتصادية وعسكرية في العالم، مما سيؤدي إلى انهيار الدولار. وهذا قد يتطلب من ترامب أن يغتصب السلطة ويقمع الاحتجاجات الأمريكية ليصبح دكتاتورًا.
المثل يقول "البعوضة تدمي مقلة الأسد"، كما فعل الشهيد البطل السنوار الذي أذل الدول العظمى وهو في سجن غزة المغلق من جميع الجهات، وسط الجوع والعطش والقذائف المحرمة دوليًا من حوله. تستطيع الشعوب العربية والإسلامية النيل من أميركا ورئيسها والكيان الصهيوني المزروع في وسطها، من خلال تفعيل الأدوات الاقتصادية مثل المقاطعة، وإيجاد البديل أو إنتاجه، والابتعاد عن استخدام الدولار، وعمل تحالفات تقوي مواقفها.