الشرفات لـ"أخبار الأردن": قيم المجتمع الأردني تتحلل
قال مدير مركز شرفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب الدكتور سعود الشرفات، إن المجتمعات العربية، وعلى رأسها المجتمع الأردني، تشهد تحلّلًا بطيئًا في بنيتها الاجتماعية، بفعل عوامل متشابكة، أبرزها سيرورة العولمة التي أسهمت في تفتيت الهياكل الاجتماعية على مستوى العالم.
وأوضح الشرفات في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن مظاهر هذا التحلل تكمن في تراجع القيم الاجتماعية التقليدية، كقيمة الصدق في القول والفعل، والنزاهة في المعاملات، واحترام القانون، وتقدير الآخرين، وروح التعاون والتكافل الاجتماعي.
وبيّن الشرفات أن هناك أنماطًا جديدة من السلوكيات على مختلف ميادين الحياة اليومية؛ من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الأسواق إلى المؤسسات والجامعات، وصولًا إلى الشارع، حيث تبدو ملامح ما يمكن وصفه بـ"سياسة التحايل السطحي" والتجاوز غير المبرر، والبحث عن مكاسب صغيرة وسريعة ولو على حساب النظام العام والأخلاق.
وذكر أن ما يزيد الأمور تعقيدًا هو انخراط هذه المجتمعات في صراعات واهية ومعارك غير منتجة، فتستهلك طاقاتها في اتجاهات هامشية، مغمورة في مستنقعٍ واسع من تزييف الوعي وتغييب الإدراك، وهي حالة تبدو شائعة في العالم العربي، ومن هنا، تظهر القيم والأخلاق في المجتمع الأردني اليوم كنسخة مشوشة؛ فلا هي قيم إسلامية نابعة من روح الدين وعمق الإيمان، ولا هي قيم عربية أصيلة تعكس كرامة وشرف الفرد والمجتمع، ولا هي قيم كونية حديثة تتماشى مع المبادئ العالمية التي توصلت إليها البشرية في عالم اليوم.
ونوّه الشرفات إلى أن استمرار هذه الحالة من الانحسار الأخلاقي والقيمي يهدد المجتمعات العربية بمزيد من التهميش على الساحة العالمية، ويجعلها بلا تأثير يذكر، ما لم تشرع في إعادة تقييم نفسها ومراجعة قيمها لاستعادة مكانتها الحقيقية، وإن لم تفعل ذلك، فستظل عالة على العالم، معرضة للتحلل التدريجي الذي قد يصل في مرحلة ما إلى اختفاء ملامحها الثقافية والحضارية.