بين كعكة ويورانيوم طوقان... وصخر وبترول وغاز صالح... تاهت أمانينا وضاعت أحلامنا...
كتب الدكتور محمد أمين مفلح القضاه
أذكرُ أنّه قبل أكثر من نصف قرن شاعت شائعة وجود بترول في الأردن... فعزمنا وقتها على هجرِ القمصان والشارلصتون وتفصيل الدشاديش... وأذكرُ كذلك بأن معالي خالد طوقان بشّر الأردنيين قبل أكثر من عشر سنين بأن مشاكلنا جميعها ستُحل باستخراج الكعكة الصفراء وما ينتج عنها من يورانيوم بضوي ضوي!!
واذكر كما تذكرون جميعاً قصة الصخر الزيتي والآمال التي علّقها الارنيون عليها والتي لا زالت تراوح مكانها... ولكن وبعد كل هذه السنوات العجاف ما زلنا كما نحنُ... مكانك سر...فلا البترول تم استخراجه ولا الكعكة استوت ولا حتى الصخر ذاب فما الذي حصل؟
بصراحة وبدون لف ودوران أقول بأنه لا توجد ارادة قوية وواضحة المعالم للاستفادة مما حبانا الله من خيرات... والسبب في ذلك بأننا لا نؤمن مطلقاً بقدراتنا المحلية ولا نؤمن مطلقاً بأننا قادرين على ذلك... فيما يتعلق بالنفط والغاز فلا ينكر وجوده في الاردن إلا متنطعٍ جاهل... فلا يعقل أن يكون هذا النفط والغاز في كل الدول المحيطة بنا باستثائنا!! وبصراحة تامة أصبح في مسألة الغازِ ألْغازاً لا يستطيع تفسيرها أعتى الخبراء ولا حتى العرّافين والكهنة... وأما الكعكة الطوقانية الصفراء فقد ثبت عملياً وجودها وقدرتنا على استخراجها وطبخها والاستفادة من اليورانيوم الموجود فيها وانعاش اقتصادنا المتهالك... وأما الصخر الزيتي فموجودٌ أيضاً وليس أدلُّ على ذلك إلا الشركات الكبرى التي تهافتت وسعت جاهدةً إلى الاستفادة والإفادة... ولكن ولأمرٍ ما تعثرت كل الجهَود الرامية إلى ذلك..
وأخيراً أقولها وبالفم الملآن نحن لا نحتاج إلى منظّرين ودراسات جوفاء... ولكننا بحاجة إلى مسؤول ميداني يلبس الفوتيك ويحمل فأساً ماضياً.. ويملك ارادةً حرةً قادرةً على اخراجنا من ظلمات القرارات السابقة والدراسات الجوفاء البعيدة عن ارادة الشعب... والخروج بعدها باخبارٍ مفرحةٍ مبشِّرة... فشعبنا الذي صبرَ عقوداً باحثاً عن الحقيقة يستحق الأفضل.
حمى الله الملك والوطن وحمانا جميعاً من المتشدقين والمتفذلكين بياعين الحكي.
مستشار ومدير سابق/وزارة التخطيط والتعاون الدولي

