الحوارات لـ"أخبار الأردن": عودة ترامب تعني إحياء صفقة القرن

{title}
أخبار الأردن -

 

قال المحلل السياسيّ الدكتور منذر الحوارات، إن عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تعيد إحياء سياسات قد تكون ضارة بالأردن على المستويين الاستراتيجي والسياسي.

وأوضح الحوارات، في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن توجهات ترامب الداعمة لاعتبار القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، والتي يدعم فيها سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى، تتعارض بشكل مباشر مع الموقف الأردني، مضيفًا أن الأردن يلتزم بحل الدولتين ويرى القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، إلى جانب دوره الوصي على الأماكن المقدسة.

وأعرب الحوارات عن قلقه العميق إزاء التصريحات التي أدلى بها دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية، والتي وصف فيها إسرائيل بأنها ضيقة المساحة، إذ يرى فيها دافعًا قد يشجّع نتنياهو على تبنّي مشروع التوسع الإسرائيلي، الذي يرتكز على بسط السيطرة على أراضٍ جديدة، بما قد يُعدّ سعيًا لتعزيز هيمنة إسرائيل الإقليمية وتكريس وجودها على حساب حقوق الشعوب الأخرى.

وبيّن أن عودة ترامب تعني إحياء "صفقة القرن" التي تقوض فعليًا المبادئ الأساسية للتفاوض العادل لحل القضية الفلسطينية، وأن إعادة توجيه التطبيع العربي نحو إسرائيل دون تقديم حلول واقعية للفلسطينيين، يعني تلاشي ورقة الضغط التي كانت تمتلكها الدول العربية، وبالتالي، سيخسر الأردن، كدولة محورية في المنطقة، دعم هذه الورقة لصالح مسار لا يتماشى مع تطلعاته لحل سلمي عادل.

وأكد الحوارات أن العلاقات بين الأردن وأمريكا، ورغم المخاوف من تأثيرات عودة ترامب، ستظل ذات طابع مؤسساتي، تدعمها قناعة راسخة داخل الأوساط السياسية الأمريكية بأهمية الأردن الاستراتيجية كحليف موثوق في المنطقة، لذا، لا يُتوقع بأن يكون هناك تراجعًا كبيرًا في العلاقات الرسمية، وأنه في الوقت الذي بات فيه ترامب أكثر دراية ببنية المؤسسات الأمريكية وآليات اتخاذ القرار، إلا أن الضغوط المؤسسية قد تُحد من تجاوزاته، ما قد يُبقي على استقرار العلاقات ضمن حدٍ أدنى من التوافق.

ونوّه إلى أن دعم بعض الفئات العربية لترامب ربما يكون له تأثير ملموس على سياساته تجاه إسرائيل في حالة إعادة انتخابه، وأن هذا الدعم قد يكون ورقة ضغط جديدة، تدفعه إلى مراعاة بعض الحساسيات الإقليمية، ما قد يحد من انحيازه المطلق لإسرائيل.

ولفت الحوارات الانتباه إلى أن ترامب سيكون مضطرًا للتعامل مع ملفات دولية ضاغطة، مثل الملف النووي الإيراني، والصراع الروسي-الأوكراني، وقضايا حلف الناتو، وهي قضايا لا يمكنه تغيير مساراتها بسهولة نظرًا لتعقيداتها وتداخل مصالح القوى الكبرى فيها، فالحرب الروسية الأوكرانية، على سبيل المثال، تتطلب من الولايات المتحدة توازنًا حساسًا لمنع التوغل الروسي في أوروبا، وهنا سيجد ترامب نفسه مضطرًا للتكيف مع الاستراتيجية الأمريكية التقليدية التي تسعى لحماية مصالحها في أوروبا، وهذا يعني أنه قد لا يتمكن من تغيير النهج العام، رغم انتقاداته السابقة.

أما عن مواقف ترامب تجاه روسيا، فالتحدي يكمن في التعامل مع شخصية معقدة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يُعرف بمهاراته العالية في رسم الاستراتيجيات الجيوسياسية، وبالتالي، لن تكون محاولات ترامب للتوصل إلى حلول سريعة للصراع الروسي-الأوكراني بالأمر السهل، إذ سيواجه تعقيدات تفرضها التوازنات الاستراتيجية والمصالح الأمريكية العليا، وفقًا له.

وأشار الحوارات إلى أنه من المتوقع أن تتسم سياسة ترامب، بنزعة نحو العزلة من خلال شعار "أمريكا أولًا"، ما يعني تقليص اهتمام الولايات المتحدة بالملفات الإقليمية والدولية، وبالتالي ترك فراغ في الساحة الدولية قد يضعف من نفوذها ويؤثر على حلفائها في المنطقة، بما فيهم الأردن.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير