مونديال أمريكي في بيوتنا
مثلما تابعنا بشغف، مونديال قطر الرياضي، سوف نتابع بفضول مونديال أمريكا الانتخابي.
ومنذ أشفى غليلنا فوز المنتخب السعودي على الأرجنتيني، وتابعنا تقدم المنتخب المغربي الذي بدا جديراً بالتتويج، لم يفارقنا الأمل بتحقيق انجازٍ تاريخي نتباهى به أمام الأمم، يتوّج تباهينا بنجاح تنظيم المونديال الذي استضافته دولة عربية لأول مرة في التاريخ.
المشترك بين مونديال قطر الرياضي، ومونديال أمريكا الانتخابي، هو التغطية الإعلامية المبهرة التي أدخلت المنتخبات العربية والأجنبية إلى كل بيت، مع فارق لمصلحة المونديال الانتخابي الأمريكي، هو أن متابعيه أكثر.
منذ دخول الحملة الانتخابية الشرسة التي تميزت هذا العام بلا أخلاقيتها، لما تضمنت من مصطلحات سوقية شعبوية تبادلها المرشحان، والعالم يتحد على سؤال.. من سيكون الفائز.. دونالد ترامب الذي نجح مرة وفشل مرة، أم كامالا هاريس التي نجح رئيسها مرة وفشل في أداء مهامه أكثر من مرة؟
الذي أضفى إثارة استثنائية على المونديال الانتخابي للعام 2024، هو التوازن الدقيق بين فرص المرشحين، بحث استحال حتى على المنجمين معرفة من سيفوز أخيراً، غير أن سؤالاً آخراً اتحد عليه العرب ولا إجابة عنه..
هو من الأفضل لقضايانا العربية وعنوانها الأبرز القضية الفلسطينية، والحرب على غزة وجنوب لبنان، ترامب أم هاريس؟
وهذا السؤال تبادله العرب جميعاً بما في ذلك المقيمون في الولايات المتحدة، ولكن بصيغة لمن نصوّت؟
الصوت العربي في أمريكا ليس بقوة تأثير الصوت اليهودي، الذي لا يتوقف عند الورقة التي توضع في الصندوق، بل لما هو أبعد وأوسع من ذلك، حيث التمويل والإعلام، وكل ما يؤثر في مجرى الانتخابات ونتائجها.
وهذا يعزز نظرية غير متداولة بالقدر الكافي مفادها إن الناخب العربي المؤثر سلباً أو إيجاباً هو في الشرق الأوسط وليس في أمريكا، والمسألة هنا لها صلة بالتأثير المطلوب على السياسة الأمريكية تجاه قضايانا، وهنا يجدر استخدام حرفٍ غير مستحب في التقدير والتحليل السياسي، وهو "لو".
لو فعّل العرب إمكانياتهم ووظفوها من خلال سياسة مدروسة أساسها مصالحهم وقدرة تأثيرها الفعلي على المصالح الأمريكية، لرأينا في البيت الأبيض، رئيساً يضع هذا في صلب حساباته وسياساته، وهذا ما نعنيه بأن الناخب الحقيقي والفعّال هو في الشرق الأوسط وليس فقط في ميشيغان وغيرها من الولايات التي تضم عرباً ومؤيدين لهم ولقضاياهم.