المومني لـ"أخبار الأردن": المملكة أمام اختبار دورها المحوري
قال عميد كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للعلوم السياسية والدراسات الدولية، الأستاذ الدكتور حسن المومني، إن الإدراك الاستراتيجي للدولة الأردنية ركيزة جوهرية لصانع القرار، فقد خاضت الدولة عبر تاريخها مواجهات متواصلة مع طيف واسع من التحديات والمخاطر، ما جعل الوعي السياسي والاستراتيجي حتميةً لا غنى عنها.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن ذلك يظهر جليًا في الحراك الدبلوماسي النشط الذي يقوده جلالة الملك، حيث يمارس الأردن دورًا إقليميًا فاعلًا، مرتكزًا على مصداقية دبلوماسية راسخة، جعلته موضع ثقة في محيطه وعلى الساحة الدولية.
وبالنظر إلى تطورات قضية غزة وما بعدها، أكد المومني أن مركزية هذه المسألة تتضح بأنها ضمن أولويات صانع القرار الأردني، ليس فقط باعتبارها تحديًا أمنيًا وجيوسياسيًا، ولكن لارتباطها الوثيق بالمصالح الوطنية الأردنية، مضيفًا أن هذا التداخل بين الشأنين المحلي والإقليمي يؤكد حتمية التفاعل الأردني المتواصل مع القضايا الاستراتيجية التي تتماس مع حدوده، ما يعكس فهمًا عميقًا لطبيعة موقعه الجيوسياسي.
وأشار إلى أن النشاط الدبلوماسي المكثف الذي تشهده الساحة الأردنية يأتي مدفوعًا بإدراك واعٍ لمتطلبات حماية المصالح الاستراتيجية للدولة، كما يهدف إلى التأثير في مسارات الأحداث الإقليمية بما يعزز هذه المصالح.
ولفت المومني الانتباه إلى أن الأردن في هذا الإطار يعد مرجعية يُعتمد عليها في السياسات الشرق أوسطية، مستندًا إلى تجربة طويلة من المصداقية والعلاقات الدولية الوثيقة التي يتمتع بها جلالة الملك مع قادة العالم.
وذكر أن ما يميز الأردن كدولة مرجعية هو استمرارية هذا الدور، فهو لا يكتفي بالتصدي للتحديات المستجدة، بل يحافظ على ثوابت عميقة تكرّس موقعه كمرجع إقليمي يُستند إليه عند بحث القضايا الحساسة التي تخص المنطقة برمتها.