أبو زيد: مشاكل لوجستية وبشرية بدأت تواجه الاحتلال
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد، في تحليله لتطورات الأوضاع في غزة وجنوب لبنان، إن المقاومة في شمال غزة بدأت تتحرك في مناطق جغرافية أعلن جيش الاحتلال سيطرته عليها، مما يكشف الفرق العملياتي بين السيطرة والتطهير والتثبيت. وأوضح أبو زيد أنه بعد أكثر من عام من القتال في غزة، لم يتمكن الاحتلال من التثبيت سوى في محوري فيلادلفيا ونتساريم، وما يتم الحديث عنه شمال غزة هو محاولات للسيطرة وليست للتثبيت، ما يؤكد فشل خطة الجنرالات التي أعلن عنها الاحتلال في شمال غزة. ويأتي ذلك في ظل استمرار استهداف قوات الاحتلال، وآخرها استهداف منزل تحصن فيه 12 جندياً بقذيفة TPG، ودبابة ميركافا، وناقلة جنود من نوع "أخزاريت".
وحول تطورات العملية العسكرية في جنوب لبنان، أشار أبو زيد إلى أن الاحتلال يدفع بثقله العسكري من منطقة إصبع الجليل باتجاه بلدة الخيام، محاولاً تحقيق إنجاز بالسيطرة على الخيام لتحسين موقفه التفاوضي، في ظل الخسائر الكبيرة التي يتكبدها على هذا المحور.
وأضاف أبو زيد أن جيش الاحتلال بدأ يواجه مشاكل لوجستية تتعلق باستهلاك الذخيرة، وهو ما يفسر اللجوء مؤخراً إلى عمليات التفجير باستخدام المتفجرات رغم المخاطر التي تنطوي عليها، بديلاً عن القصف الجوي أو المدفعي. وأشار أيضاً إلى السفينة "كاترين"، التي تبحر في البحر المتوسط محملة بـ150 طن من الذخائر والمتفجرات كمساعدات عسكرية ألمانية لإسرائيل، لكنها لم تصل حتى الآن إلى جيش الاحتلال.
وأشار أبو زيد إلى أنه من المتوقع أن يواجه الاحتلال أيضاً مشكلة في القوى البشرية بسبب الخسائر التي اعترف بها، والتي كانت الأكبر خلال شهر أكتوبر، حيث بلغ عدد القتلى في هذا الشهر وحده 88 جندياً وفقاً لمصادر الاحتلال، بينما ذكر حزب الله أن خسائر الجيش الإسرائيلي بلغت 95 قتيلاً و800 مصاب، إضافة إلى تدمير 42 دبابة، وذلك مع دخول العملية العسكرية يومها الثلاثين. وللمقارنة، ذكر أبو زيد أن خسائر الجيش الإسرائيلي في حرب تموز 2006، التي استمرت 33 يوماً، بلغت 150 جندياً وضابطاً، مما اضطر الاحتلال حينها إلى وقف القتال.