مجزرة الدوايمة بين الماضي والحاضر
النائب د. فايز بصبوص
كان يمكن ان يكون عنوان هذه المقالة مجزرة الدوايمة ومجازر غزة نعم وهناك احتمالات كثيرة تعبر عن مضمون المقالة، ففي كل عام وفي 29 من اكتوبرلعام 1948 يحيي الشعب الفلسطيني عامة وابناء بلدة الدوايمة خاصة ذكرى احدى ابشع المجازر الصهيونية والتي ارتكبتها عصابات وجيش الاحتلال الصهويوني ضد ابناء بلدتنا في يوم الجمعة واثناء صلاة الجمعة عندما يكون كل اهل البلدة خاشعين بين يدين الله عز وجل فقد عملت العصابات الصهيونية خلف ستار الليل بمحاصرة البلدة من كافة جوانبها مستترة خلف جدار الاشجار المحيطة في البلدة وبتكتيك عسكري شا?ل كانهم سيواجهون جيشا جبارا لا شعب امنا مسالما لا يملك الا ما تيسر من بنادق كل ذلك لان العصابات وقادتها تعرف حق المعرفة مدى بسالة ابناء الدوايمة اذا ما واجهتهم رجل برجل وبندقية ببندقية، مع ذلك دخلوها من وراء جدار الدبابات فالجدران هي سمة ملازمة للعصابات الصهيونية على مدار التاريخ وجدار الفصل العنصري وجدار شمال فلسطين المحتلة وجدار غزة فما اقرب امس الى اليوم، وان ما يحصل في غزة الابية هو امتداد لمسيرة هذا الكيان الفاشي النازي الشوفيني من قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ وكل ما يتحرك على الأرض في غزة ?شمال غزة في جباليا وبيت لاهيا الأعنف منذ تاريخ هذا الكيان ولكن الثبات الأسطوري لأهلنا في غزة لم يسبق له مثيل بالرغم من القتل والدمار واستهداف البشر والحجر والشجر الا انهم مازالوا يصمدون وفي ظل هذا الحصار ومنع المساعدات المعاشية والطبية وقطع كل اشكال المساعدات ان الهدف الحقيقي وراء تلك المجازر هو التهجير القصري و التطهير العرقي لاهلنا في الكل الفلسطيني هذا بالضبط ما يحصل اليوم من خلال ما يمارس على الشعب الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية، ان هدف المجزرة هو القضاء على عروبة البلدة وهويتها وقتل روح المقاومة ف?ها حتى تتناسا هويتها مع الزمن،
نقول ان الزمن عند ابناء كل فلسطين هو المحرك الجبار للحفاظ على هويتنا العربية وها نحن نحي ذكرى تلك المجزرة لنستذكر شهداء فلسطين والاردن وكل عربي استشهد على ارض الرباط وهي رسالتنا للاعداء ان دماء شهداء ابناء بلدتنا وشهداء غزة هي الرافعة الحقيقية في نضالنا للحفاظ على هويتنا العربية الاصيلة، انهم واهمون فقد اعتقدوا ان سياسة الاحلال التي مارستها الحركة الصهيونية في عام 48ستغير هوية الارض، واليوم ايضا وبعد ما يربو على 76 عاما ما زالت تمارس نفس السياسات من خلال توسيع دائرة الاستيطان والقضم المتدرج للارض واهمتا لل?رة الالف ان تغير من فوق الارض لا يغير هويتها وهذا ما يعرفه العدو الصهيوني جيدا عندما ما زال اسم البلدة » الدوايمة» يخض مضاجع منظري الحركة الصهيونية واداتها دولة الاحتلال.
كل ذلك حدث ومازال يحدث انها تجليات باشكال متعددة من تداعيات مجزرة بلدتنا وكل مجازر حرب النكبة، لكنناومن على هذه الارض الطاهرة والتي نعتز بانتمائنا لها وولأنا للهاشميين اصحاب رسالة الثورة العربية الكبرى نقول انكم لن تستطيعوا ان تنزعوا هوياتونا ولن تستطيعوا ان تراهنوا على عاملي الزمن والنسيان فرسالة بلدتنا كانت ومازالت وستبقى حاضرة تعيد تذكيركم انكم لن تملكوا 76 عاما اخر لاننا نؤمن بالحق والعدل ونثق ثقة مطلقا بوعد الله اولا وبالتلاحم الاردني الفلسطيني ثانيا والذي ينبئكم بلغة واضحة:
ان اجراس العودة لا بد وان تقرع