صدور مذكرات سليمان النابلسي.. معلومات مهمة بين الأوراق
أصدرت المؤسسة العربية للدراسات والنشر مذكرات رئيس الوزراء الأردني الراحل سليمان النابلسي (1908-1976) التي توثق مسيرته السياسية، وتعرض فصولاً هامة من التاريخ السياسي الأردني.
المذكرات، التي سجلها معه المؤرخ الدكتور علي محافظة عام 1976، سلطت الضوء على أبرز المحطات في حياة النابلسي، الذي يُعتبر رمزًا للمعارضة السياسية الأردنية وزعيماً للحركة الوطنية.
تشكلت حكومة النابلسي بين أكتوبر 1956 وأبريل 1957، وكانت أول حكومة برلمانية في الأردن، وجاءت في سياق تقدم الحركات القومية في المنطقة، ولكنها استمرت لفترة قصيرة بسبب التدخلات الدولية والضغوط الغربية التي هدفت إلى الحفاظ على التوجهات الحليفة للغرب، وفقاً لأنصار الحكومة. أما منتقدوها فيرون أن التجربة كانت تعبيراً عن عدم جاهزية الأردن للديمقراطية آنذاك، ويرون أنها كانت مرهونة لدعم خارجي من قوى عربية وأجنبية مثل مصر وسوريا والاتحاد السوفييتي.
وقد واجه النابلسي تحديات كبيرة مع توليه منصب رئيس الوزراء، حيث عارض سياسة المعونة البريطانية، مقترحاً بدلاً منها دعمًا عربيًا لتعزيز استقلالية الأردن. ومع أن مذكراته لم تُنشر إلا بعد مرور ما يقرب من 47 عامًا على تسجيلها، يعتقد البعض أن التأخر ربما يعود لقيود سياسية حالت دون نشرها.
وفي المذكرات، يصف النابلسي تجاربه في عدة مواقع حكومية، منها دوره كسكرتير عام لرئاسة الوزراء وعمله في وزارة المالية، إضافة إلى تفاعلاته مع قادة عرب وأردنيين بارزين، مثل الرئيس جمال عبد الناصر وقيادات البعث في سوريا.
تسرد المذكرات أيضاً خلفية النابلسي التعليمية، فقد ولد في السلط عام 1908، ودرس في نابلس والقدس ثم التحق بالجامعة الأميركية في بيروت حيث تأثر بالفكر القومي، وأصبح رئيساً لجمعية "العروة الوثقى" التي كانت منبرًا للفكر الوطني والنضالي في الجامعة، مما ساهم في تشكيل توجهاته السياسية لاحقاً.
توفر مذكرات النابلسي رؤى نادرة حول فترة سياسية دقيقة في تاريخ الأردن، وقد حوت الكثير من الصراحة في سرد التجارب والأفكار، رغم عدم توفر وثائق داعمة، إلا أنها تشكل مرجعاً مهمًا لفهم التحولات في تاريخ الأردن ومواقف النابلسي، الذي خاض مسيرة حافلة أثرت في مسار البلاد السياسي.