العياصرة لـ "أخبار الأردن": هكذا يمكن تفكيك السردية الإسرائيلية وكشف زيف المظلومية

{title}
أخبار الأردن -

خاص

قال الكاتب والباحث الدكتور رامي عياصرة إن السردية الإسرائيلية تقوم بشكل أساسي على فكرة المظلومية، حيث تدّعي أن الشعب الإسرائيلي كان ضحية، وأن دعمه من قبل الدول الكبرى في بدايات القرن الماضي استند إلى مظلومية الشعب اليهودي، التي تقوم على حرمانه من دولة خاصة به، وتزعم أن لليهود حقًا تاريخيًا في أرض فلسطين.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن مواجهة هذه السردية يتطلب في المقابل كشف الحقائق التاريخية التي تُفنّد هذا الادعاء، وتؤكد أن الفلسطينيين هم السكان الأصليون لتلك الأرض، وأنه لا وجود لحق تاريخي يبرر إقامة دولة لليهود في فلسطين.

وأكد العياصرة ضرورة تسليط الضوء على الجرائم التي ارتُكبت خلال إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948، حين ارتكبت العصابات الصهيونية مجازر مروعة وشرّدت السكان الأصليين، ما أرسى فكرة هذا الكيان على الإحلال السكاني وطرد الفلسطينيين من ديارهم، كما اعتمد المشروع الصهيوني على تهجير اليهود من أنحاء العالم لإحلالهم محل الفلسطينيين في أرضهم.

امتداد سياسة الإحلال والتهجير

وبيّن أن سياسة الإحلال والتهجير تتواصل اليوم عبر مفهوم "الوطن البديل"، ما يدل على أن العقلية الصهيونية لا تزال قائمة على الاضطهاد والتضييق. ويتجلى ذلك في الجرائم المتكررة التي تُرتكب في غزة، والممارسات العنصرية التي يواجهها الفلسطينيون داخل الخط الأخضر، وأن هذه الممارسات تؤكد أن السردية الصهيونية ما زالت تستند إلى نفس المنطلقات التي تأسست عليها. الأمر الذي يتطلب مواجهة إعلامية فعّالة تفضح هذه الأيديولوجيا وتظهر حقيقتها القائمة على القتل والتهجير والإبادة.

التركيز على أصل النزاع

ونوّه العياصرة إلى أنه لا يمكن تجاوز هذه القضية دون التذكير بأن أصل الصراع هو وجود الاحتلال، والأخير هو الذي أدى إلى استمرار الصراع العربي - الإسرائيلي، ودفع الفلسطينيين إلى ابتكار أشكال متعددة من المقاومة. موجهًا الأنظار إلى الاحتلال باعتباره جوهر المشكلة، إذ صادر حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والدفاع عن وجودهم وأرضهم. والعالم اليوم لم يعد يتأثر كثيرًا بلغة الدبلوماسية التقليدية، بل يستجيب أكثر للخطاب الحقوقي الذي يؤكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وحقه في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، أسوة ببقية شعوب الأرض.

أهمية التأثير الإعلامي في الرأي العام

وذكر أن الحرب على غزة تسببت بظهور موجات تضامن عالمية واسعة، تمثّلت في مسيرات مليونية جابت العواصم العالمية، مثل لندن، إضافة إلى دعم من الحركات الطلابية في كبرى الجامعات الأمريكية. وهذا التحرك الشعبي يعكس انكشاف زيف السردية الإسرائيلية أمام الرأي العام، الذي بات يرى الوجه الحقيقي لهذه السياسات العنصرية القائمة على القتل والتهجير القسري.

ودعا العياصرة إلى التركيز على التواصل الإعلامي الفعّال باستخدام لغة حقوقية تسلط الضوء على الجرائم الصهيونية التي تنتهك الحقوق الفلسطينية، بالإضافة إلى تعزيز هذه الرواية عبر التوثيق بالصوت والصورة، لا سيما من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت منصة فعّالة لبناء السرديات ونشر الحقائق. فقد رأينا كيف تم توثيق المجازر في غزة عبر هواتف المواطنين والناشطين، دون الاعتماد على الفضائيات التقليدية، وكيف أسهمت هذه الصور في إضعاف السردية الصهيونية.

التغلب على القيود الإعلامية

وقال إنه يمكن اختراق حواجز المنصات التي تحاول تقييد المحتوى الفلسطيني عبر المنصات الرقمية تحت ذريعة "معاداة السامية"، والوصول إلى المجتمعات الغربية، ونقل السرد الفلسطيني الصحيح بواقعية ومصداقية. تظل الدبلوماسية ذات أهمية في التأثير على النخب السياسية، إلا أن التأثير على عموم المجتمعات الغربية يتطلب استراتيجية إعلامية مختلفة، ترتكز على سرد المعاناة الفلسطينية بطرق مؤثرة.

استراتيجية طويلة الأمد

وأكد العياصرة أهمية تجنب الاستسلام لليأس، مع توظيف كل أداة ممكنة لتعزيز حقوق الشعب الفلسطيني، ودحض السرديات الصهيونية الزائفة، وكشف التضليل والكذب الذي يُمارس ضد الرأي العام العالمي.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير