الأردن ومحاولة اغتيال السمعة الوطنية

{title}
أخبار الأردن -

 

د. يزن دخل الله حدادين

في ظل الصراعات المستمرة في المنطقة تزايدت الحملات الممنهجة ضد الأردن والمؤسسة العسكرية الأردنية.

فقد شكل النتاج الفكري للمنظومة السياسية لجلالة الملك عبدالله الثاني، الأساس الفكري الذي انطلقت منه مواقف الدولة المشرفة على الصعيدين العربي والدولي.

مما لا شك فيه أن نمط اعتدال المنظومة الفكرية لدى جلالة الملك عبدالله الثاني والاتزان الدبلوماسي يشكلان عاملين أساسيين في فرض الأردن على المعادلة الدولية وخارطة الشرق الأوسط السياسية وفي ذات الوقت بأن يكون الأردن واحة استقرار للأمن والسلام. هذا الأمر غير مستحب للبعض من أصحاب الأجندات. كما أن توطيد أواصر العلاقات الثنائية مع مختلف الدول والبناء عليها بما يخدم المصالح الوطنية العليا جعل للأردن دوراً محورياً في الشرق الأوسط لا يمكن تجاوزه.

ومن المثير للاهتمام، وكما هو معلوم للجميع، فإن علاقة جلالة الملك مع الأجهزة الأمنية الأردنية هي علاقة وطيدة مبنية على المحبة والتقدير والسمو في التفكير والتخطيط.

تمتلك المؤسسة العسكرية الأردنية تاريخاً طويلاً وسِجلاً كبيراً حيث شارك الجيش العربي في العديد من المعارك على أرض فلسطين، وكان له دور بارز في الحفاظ على وحدة الأمة العربية والدفاع عنها باستمرار. كما يقوم الجيش العربي بحماية فولاذية للحدود الأردنية من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.

وتعتبر المؤسسة العسكرية الأردنية بقدراتها المختلفة على غرار المهارة المميزة عالمياً، محل فخر لجلالة الملك والأردنيين جميعاً، خصوصاً إبان الحروب المتواصلة في منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من عقدين من الزمن. كما ساهمت النشاطات العسكرية والتمرينات المشتركة واسعة النطاق في الحفاظ على صورة جيش رصين وقوي، جاهز لمنع أي تهديد لأمن واستقرار الأردن مهما كانت صعوبته.

بطبيعة الحال، يسعى بعض الخوارج وبعض أعداء النجاح في المنطقة لمحاولات اغتيال للسمعة الوطنية التي يتمتع بها الأردن كمحاولة لتشويه سمعة الدولة من خلال المبالغة أو تضليل نصف الحقائق أو التلاعب بالحقائق لتقديم صورة غير صحيحة عن النهج الأردني.

إن عملية القصف الإعلامي الذي تتعرض لها المملكة يمكن تسميتها بعملية محاولة الاغتيال الثقافي والسياسي للأردن سعياً بأن تتهدم مقوماته وتنهار قواه؛ فينسحب من ساحة الوسطية والأمن والأمان وينشغل بما يُصَدّر إليه. إن مسألة محاولة اغتيال الأردن هذه مقصودة وممنهجة ومدروسة، وليست مجرد صناعة تُصَدّر من بلد آخر إلى الأردن. إن الحملات متتالية والهجمات والموجات المتوالية تحمل ايديولوجيات (عقائد وأفكارا) تهدف الى عصف بثوابتنا العقدية والوطنية وتحاول أن تقتلعها من جذورها. إلاّ أنها لاقت الفشل الذريع بالتأثير على المسلمات ?الثوابت الأردنية.

لقد حرص الأردن الذي يتمتع بموقع جيوسياسي مهم حيث أنه يتوسط منطقة مليئة بالصراعات على الحفاظ على سيادته المُطلَقة وحرص على تمكين علاقاته الدولية مع إبقائه على علاقات عميقة وجذرية ومعتدلة مع الجوار العربي. هذا الاتزان الأردني أدّى الى إهتمام كثير من دول العالم بأن تكون لديها علاقات أوسع وأقوى مع الأردن مما يُشكّل رسالة مهمة من المجتمع الدولي على مكانة الأردن السياسية والأمنية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير