غزة... أول الحرب وآخر الحل

{title}
أخبار الأردن -

 

من غزة انطلقت شرارة الحرب الأولى، لم تكن شرارةً بقدر ما كانت زلزالاً هز أركان وأساسات الدولة العبرية.

في الأيام التالية.. أشعلت إسرائيل حرباً انتقامية اتخذت طابع الإبادة والتدمير الشامل، وكان عرّابها وما يزال بنيامين نتنياهو، الذي أعاق كل الجهود التي بذلت لوقفها، بما في ذلك إضاعة فرص حقيقية لإعادة المحتجزين إلى بيوتهم على دفعات لقاء، وقفٍ لإطلاق النار أراده العالم متدرجاً ولكنه نهائي في آخر الأمر.

تطورت الحرب على غزة، واتسع زخمها الميداني إلى الجبهة الشمالية، وأدخلت الإقليم والعالم في حالة انتظارٍ لحرب طرفها المباشر هذه المرة إيران، التي يجري الإعداد لتوجيه ضربة قوية لها، بموازاة جهد دولي مكثف مركزه واشنطن والعواصم الأوروبية، لجعل الضربة الإسرائيلية محددة بأهداف يجري التفاهم عليها، بما لا يضطر أمريكا وحلف الناتو إلى المشاركة فيها على نحو أوسع بكثير عن كل المشاركات السابقة.

انقلبت الأولويات، وبعد أن كانت الحرب على كل الجبهات مرتبطة بالحرب على غزة، صارت كل الجبهات مرتبطة بما سيجري على الجبهة الإيرانية بما في ذلك الجبهة الشمالية.

بعد قتل السنوار، وتصعيد الحرب على جبهة غزة والجبهة الشمالية، لم تعد رؤية إسرائيل حول تصفية السنوار واستعادة المحتجزين ولا رواية إعادة مهجري الشمال إلى بيوتهم، هي الروايات التي تحدد أجندات الحرب، بل تجاوزتها الوقائع لتصبح المنطقة بأسرها هي الهدف، إيران أولاً، الجبهة الشمالية ثانياً، جبهة غزة أخيراً.. وأمريكا تنتظر الخلاصات النهائية كي تستولي عليها كالعادة.

نتنياهو وما يزال يسعى لهدف كهذا، كان المحتجزون في غزة بمثابة الذريعة التي يبرر بها المذابح وتوسيع نطاق الحرب وإطالة أمدها، وتوريط الأمريكيين فيها، وفي هذا الشأن يرى نتنياهو أن أسابيع الانتخابات الأمريكية توفر له حرية عمل بعيداً عن الاعتراضات على بعض تكتيكاته، وما بعدها قد يكون ذا طابع استراتيجي إذا ما وصل ترامب إلى البيت الأبيض.

خلاصة الحالة.. نتنياهو يعتبر كل إنجاز يحققه هو مجرد خطوة إضافية نحو أجنداته الشاملة، ولا يرى نهاية لحربه على الجبهات السبع قبل أن يتأكد من بقاءه في سدة الحكم ربما مدى الحياة، ويحظى بجدار أمريكي أكثر صلابة يستند إليه يجسده ترامب بمبادراته، أو كامالا بترددها في اتخاذ مواقف حاسمة من جذر المشكلة...

هل ينجح في ذلك؟ هو يرى أنه يسير حثيثاً نحو النجاح، ولنرى كيف سيتعامل أهل المنطقة مع كل ذلك.


رأي مسار


 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير