ألستم دعاة حرية الاختيار!

{title}
أخبار الأردن -

أحمد أبو خليل

بعد خسارة كل قائد تبدأ موجات كثيفة تحت عنوان الواقعية والعقلانية ويطرح السؤال الشهير: ما فائدة القتال من وضعية الضعف؟ لماذا لا نجرب مسارات أخرى تحمل خيارات أفضل؟

قد يبدو السؤال منطقيا، ولكن منطقيته تستند فقط إلى اللحظة الآنية وإلى ما يرافقها من قلق وحزن وأعصاب مشدودة، وخاصة في حالة الضربات المؤلمة مثل اغتيال القائد السنوار اليوم والسيد حسن قبل أيام. 

إن طارحي السؤال يعتمدون على تعطيل الذاكرة ويحاولون سحب هذا التعطيل لأطول زمن ممكن.

من قال إن المسارات الأخرى غير القتال لم تجرب؟ تعالوا نحسب..

لو نظرنا إلى مجمل تاريخ الصراع مع هذا العدو، أي إلى قرن مضى، سنجد أن زمن ممارسة الاستسلام الفعلي، فاق زمن ممارسة المقاومة الفعلية. دعكم من رواج دعوات القتال إعلاميا في فترات عديدة من تاريخ الصراع، فالاستسلام بحد ذاته مورس على نطاق واسع، رسميا ومن قبل أوساط شعبية أيضاً.

لقد عملت الهزائم المتتالية على دعم موقف دعاة الاستسلام، كما فعلت مصائر ومسارات كثير من المقاومين الشيء ذاته، وخاصة أداء قيادات المقاومين التي أنتجت الكثير من الإحباط.

جوهر مشروع العدو غير قابل وغير مستعد لمكافأة الاستسلام والمستسلمين. إن أقصى ما قدمه في فلسطين هو صناعة فريق من المرتزقة ترتبط حياتهم وبقائهم بمواصلة الاستسلام بلا توقف. لاحظوا أن العدو لا يوافق على وجود حد معين للاستسلام المطلوب، فهو لم يكتف بموافقة المستسلم على رواية العدو التاريخية وعلى أخذ الأرض وتسليم الإدارة والسيطرة على الاقتصاد والتنسيق الأمني والمشاركة المباشرة في قمع المقاومين... إنه يريد المزيد دوما. 

أيها الإخوة من مدعي الواقعية المخلصين، إن العدو يضعنا جميعا بين خيارين: السّلة أو الذلّة. وفيما تختارون الذلة، اسمحوا لقادتنا أن لا يقبلوها وأن يفضلوا عليها مواجهة السلّة.

ألستم دعاة حرية الاختيار.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير