وزيرة خارجية ألمانيا تبرر قصف المدنيين في غزة!
علي سعادة
تصريح صادم جدا وخطير الذي أدلت به وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمام البرلمان الألماني ودافعت فيه عن "حق" دولة الاحتلال في قصف أماكن تواجد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
إعلان صريح في مساندة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش المرتزقة والعصابة في قطاع غزة، تصريح يضعها أمام بوابة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
الوزيرة التي حين تكون في المنطقة العربية تدعو إلى وقف إطلاق النار ووصل المساعدات وتجنب المدنيين، تدافع عن عمليات قتل المدنيين الفلسطينيين التي يرتكبها جيش الحثالة، وتزعم أن "الأماكن المدنية" تفقد "وضعها المحمي" لأن "الإرهابيين يسيئون استغلالها". وهذا بالطبع هراء بموجب القانون الدولي، فالمحكمة الجنائية الدولية تتهم الدولة الفاشية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ولكن بيربوك تريد تبرير الجرائم، وتزعم أن "هذا هو ما تدافع عنه ألمانيا"، يا له من عار.
تصريح بيربوك دفع مقررة الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية فرانشيسكا البانيز إلى التعليق مباشرة ودون مواربة على ما قالته الوزيرة الألمانية ونشرت على حسابها على "أكس" ما يلي: " بصفتي خبيرة مستقلة في الأمم المتحدة، أشعر بقلق عميق إزاء الموقف الذي تتخذه ألمانيا تجاه إسرائيل/فلسطين، وتداعياته وعواقبه الخطيرة. يجب دعوة الوزيرة بيربوك لتقديم الأدلة على ما تدعيه، ثم شرح كيف يبرر "فقدان الأهداف المدنية لوضعها المحمي" المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة وأماكن أخرى. هل قررت ألمانيا الوقوف إلى جانب دولة ترتكب جرائم دولية، فهذا خيار سياسي، ولكن له أيضا تداعيات قانونية. فلتسود العدالة حيث فشلت السياسة بشكل مقيت".
نشطاء ومعلقون سياسيون أبدوا مشاعر الرعب حيث قال أحدهم "ألمانيا، مثل إيطاليا، ترتكب خطأ آخر. لقد ارتكبنا نحن الإيطاليون خطأً فادحا مع الفاشية، والألمان مع النازية. والآن أعتقد أن ألمانيا ترتكب أخطاء مرة أخرى، إنها ترتكب خطأً مأساويا آخر، وأرى ذلك في كلمات الوزير’".
المنصات تعج بردود الفعل الغاضبة على تصريحات الوزيرة الألمانية التي يبدو أنها قالتها في لحظة عدم توازن وإدراك ، فعلق أحدهم بقوله "ألمانيا تخون كرامة الإنسان والعدالة بدفاعها عن المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين تحت ستار القانون الدولي. فحيثما يصمت العدل يرتفع صوت المجرمين. إن هذا الدفاع عن بيربوك ليس إلا محاولة لإخفاء اضطهاد أمة."
إن دفاع السياسيين الألمان عن دولة فاشية ونازية مثل دولة الاحتلال يكشف عمق مواقف الدولة الألمانية تجاه هذه الدولة، وتقدم صورة عميقة ومعقدة للغاية بحيث لا يمكن تفسيرها بالمصالح السياسية فقط، من الواضح أن تأثير الصهيونية عميق في المشهد الألماني والدفاع المستمر عن جرائم الاحتلال من قبل هؤلاء القادة يوضح هذه العلاقة.
لقد دفعت ألمانيا حتى اليوم أكثر من 83 مليار دولار لدولة الكيان كتعويضات عن "محارق الهولوكوست" ولا تزال تدفع، ولا يمكن تفسير هذا سوى بأنه ابتزاز رخيص من قبل الحركة الصهيونية التي لا تجد سياسيين ألمان صلبين ومقاومين يوقفون هذا الابتزاز الذي مضى عليه نحو من 90 عاما ولن يتوقف أبدا حتى يقوم أحدهم بإغلاق "حنفية" الابتزاز.
من الضروري أن تبادر الوزيرة الألمانية إلى تصويب تصريحاتها لأن دعم أولئك الذين يرتكبون جرائم حرب ليس خيارا سياسيا، بل عار على الإنسانية. وتظهر تصريحات بيربوك أن ألمانيا تقف مع المجازر بدلا من العدالة، وعليها أن تعرف تماما أنه حين تصمت السياسة، ستتحدث العدالة والعكس صحيح.