‏هل نحن مستعدون لمواجهة أسوأ الاحتمالات؟

{title}
أخبار الأردن -

 

‏حسين الرواشدة

‏هل لدينا ما يلزم من جاهزية واستعدادات للإجابة على أسئلة الحرب ومواجهة استحقاقاتها وأخطارها القادمة ؟

المعلومات التي وصلتني من أطراف عديدة ،أثق بها ، تؤكد أن إداراتنا العامة على أعلى درجات الاستعداد، وأن ماكينة الدولة تتحرك بشكل عملي ومدروس للتعامل مع أي سيناريو متوقع ، وفق استراتيجية وُضعت "لإدارة الأزمات "، صحيح هذه الجهود الكبيرة لم يعلن عنها،  وليس من المناسب الإعلان عنها الآن ، لكن من واجب الأردنيين أن يثقوا بدولتهم ، ويطمئنوا لقوّتها وصلابة موقفها، وأن يكونوا سندا لها ، لا عبئا عليها.

‏في سياق الجهوزية والاستعداد أشير إلى رسائل عديدة وصلت للأردنيين ، خلال الأسابيع الماضية ، أهمها خطاب الملك في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لأول مرة يعلن الملك من فوق منصة دولية رفضه المطلق "للوطن البديل"، هذا الملف المرادف للتهجير انتقل في الخطاب الأردني من إطار محلي إلى دولي ، وبالتالي فإن مواجهته أصبحت "على النار "، لا أستطيع الدخول في التفاصيل ، يكفي أن أقول: الدولة الأردنية تحسب حساباتها بدقة ، وتضع أسوأ الاحتمالات ومستعدة للتعامل معها بهدوء وبلا ضجيج ، وفي تقديري أن الأولويات الأردنية في هذه المرحلة تتوجه إلى دعم صمود اشقائنا الفلسطينيين على ارضهم،  لأن هذا الصمود هو الرهان الأهم في معادلة الصراع مع الكيان المحتل.

‏في سياق الرسائل "المشفرة" ، أيضا ، جاء تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية حول جاهزية الجيش العربي وتطوير قدراته الدفاعية والأمنية وتحديث معداته وأسلحته،  وهي  تجري - كما قال- بشكل مستمر ومتواصل ،خاصة في مجال توظيف التكنولوجيا الحديثة ، كما جاءت العمليات البطولية التي ينفذها جنودنا البواسل لمواجهة ميليشيات التهريب التي تداهم حدودنا من أكثر من جهة ، هذا يعني أن جيشنا الأردني ومؤسساتنا الأمنية ،كما عهدناها دائما ، بحجم إرادة الأردنيين ومستوى ثقتهم،  يقفون على ثغورنا بشجاعة،  عيونهم مفتوحة وقلوبهم مؤمنة بالوطن ،  وعزيمتهم قوية لا تلين.

‏لكي نفهم التصعيد السياسي والدبلوماسي الأردني ضد الكيان المحتل ، سواء من جهة الاستعدادات القانونية لمقاضاته في المحاكم الدولية في ملف الاعتداء على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية،  أو من جهة المطالبة بمحاكمة نتنياهو وحكومته وفرض حماية دولية للفلسطينيين ، لابد من الاستناد إلى مسألتين،  الأولى : لدى الدولة مؤشرات واضحة لما تفكر به تل أبيب ضد بلدنا،  وما ترسمه من مخططات تستهدف أمننا الوطني،  الثانية: هذا  التسخين السياسي يتزامن بالضرورة ويتطلب استعدادات  وجاهزية،  تبدأ من الداخل وتنتهي بشبكة واسعة من الأوراق السياسية ، سواء على صعيد الإجراءات الاستباقية أو الردع أو المواجهة المباشرة.

‏ربما نسمع في المرحلة القادمة المزيد من رسائل الجهوزية على مستويات أخرى ، لكن المهم أن يطمئن الأردنيون إلى قوة دولتهم ومنعتها،  وإلى سلامة خياراتها ومساراتها وأدواتها ، والمهم -أيضا - أن يحتشدوا خلف مواقفها وقراراتها، وأن يعززوا صلابة جبهتهم الداخلية ، ولا يسمحوا لأحد أن أن يخترقها بأي شكل من الأشكال ، قوة الدولة تستند إلى قوة قيادتها وجيشها ومؤسساتها ، وإلى تماسك الأردنيين ووعيهم  وإصرارهم على الدفاع عن بلدهم ، كما فعلوا دائما ، وكما سيفعلون ضد كل من يحاول أن يعتدي على ترابهم أو يمس كرامتهم الوطنية ، أو يختبر صمودهم وتضحياتهم وقدرتهم على رد العاديات.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير