الصبيحي: تصاعد الاقتراض الحكومي من صندوق “الضمان” لن يُمكِّنه من الصمود

أكد خبير التأمينات والحماية الاجتماعية، موسى الصبيحي، أن صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي يستطيع أن يلعب دوراً اقتصادياً أهم بكثير من دوره كمقرِض للحكومة، لا سيما في جلب الاستثمارات الخارجية، عبر شراكات مدروسة في فرص استثمارية حصيفة وذات جدوى اقتصادية للدولة وللصندوق وللمستثمر الخارجي.

وقال في إدراج على فيسبوك، إن الصندوق الآن هو أكبر مُقرِض داخلي للحكومة بحجم إقراض يصل إلى حوالي (10.5) مليار دينار موزعة ما بين سندات حكومية وأذونات خزينة وقروض لمؤسسات حكومية وعامة، وبعائد حقيقي على الاستثمار ضعيف لا يكاد يصل إلى ثُلُثَيْ العائد المطلوب إكتوارياً لمجابهة التحديات والإيفاء بالالتزامات المالية المستقبلية للضمان.

 

“قرأنا أن الحكومة السعودية مثلاً قامت بإبرام اتفاقيات مع الصين لإقامة مصانع للمركبات الكهربائية على أرضها، وبالتالي لانسياب هذه المركبات إلى السوقين الأوروبية والأمريكية، فضلاً عن السوق العربية وسوق المنطقة المُستوعِبة، مثلما فعلت تركيا أيضاً”، وفق الصبيحي.

وبحسبه، فإنه لدينا في الأردن إمكانيات وبيئة استثمارية وموقع استراتيجي وعلاقات خارجية ممتازة، ومن المهم أن نستغل ذلك لجذب مثل هكذا استثمارات، ويمكن لوزارة الاستثمار ولصندوق استثمار أموال الضمان أن يبادرا للتباحث مع الجانب الصيني أو غيره لنقل مصانع صينية إلى الأرض الأردنية ضمن شراكات مدروسة كما قلت يكون صندوق استثمار أموال الضمان طرفاً رئيساً فيها.

وأوضح، أن مثل هذه المشروعات الضخمة، ستفتح آفاق استثمارات عديدة في المملكة، وتعمل على تدفق الأموال الأجنبية للاستثمار لدينا، فبدلاً من أن يصل حجم الاستثمار المتدفق للأردن في الربع الأول من العام الجاري إلى (144) مليون دينار، وهو رقم مُخجِل بكل المقاييس، يمكن أن يصل تدفق الاستثمار إلى أربعة أضعاف هذا الرقم على الأقل.

وتساءل: ماذا تنتظر وزارة الاستثمار، وصندوق استثمار أموال الضمان، لماذا لم تكن المبادرة منهما، لماذا لم تأتِ الاتفاقات مع الأردن في جلب هكذا استثمار، لماذا لا نكون دائماً سبّاقين إليها، باحثين عن أي فرص ثمينة من هذا القبيل تخلق لنا عشرات الآلاف من فرص العمل، وتؤهل آلاف الشباب الأردني للعمل في هذه الصناعة؟.

وبين أن تصاعد الاقتراض الحكومي من صندوق استثمار أموال الضمان سنوياً، واكتفاء الصندوق بهذا الاستثمار السهل، وإن كان آمِناً، لن يُمكِّن الضمان من الصمود أمام التحديات الماثلة أمامه والالتزامات المالية الضخمة التي تنتظره، ولا يُقبَل كما سبق أن ذكرت في مقالات سابقة أن نحطّ رحالنا ونستريح.!

وختم: “بقي أن أشير إلى تقرير اطلعت عليه، يقول بأن الشركة الصانعة لسيارات تويوتا تبيع سيارة واحدة كل (4) ثوانٍ وأنها تربح (537) دولاراً في الثانية الواحدة”.