الأردن يقر خطة شاملة للتعامل مع مرض وصل إلى الحدود
صرح أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الأولية والأوبئة، الدكتور رائد الشبول، بأن الوزارة قد أعدت خطة شاملة للتعامل مع مرض حمى النيل الغربي، والتي تشمل التعريف بالمرض والوضع الوبائي المحلي، وجاهزية الوزارة للاستجابة، بالإضافة إلى دور المؤسسات الوطنية الشريكة في تكثيف عمليات الرش ومكافحة النواقل (الحشرات والبعوض).
وأوضح الشبول في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية أنه بعد ورود تقارير عن تسجيل حالات حمّى النيل الغربي في دول الجوار، تم عقد اجتماع للجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة في بداية الشهر الحالي، للخروج بتوصيات وطنية لمكافحة ومنع انتشار المرض.
وأضاف الشبول أن الوزارة قامت بتفعيل الرصد النشط في المواقع ذات الاختطار العالي من خلال زيادة عدد العينات للحالات المشتبهة، كما عممت على جميع الكوادر الصحية في المؤسسات الصحية (المستشفيات والمراكز الصحية) حول كيفية التعامل مع الحالات المرضية في حال تسجيلها.
وأشار الشبول إلى أن الوزارة تمتلك خارطة لانتشار البعوض المنزلي، مبنية على دراسات تحدد جميع أنواع النواقل للعديد من الأمراض، وتجري الفحوصات اللازمة ضمن هذا البرنامج لأكثر من 15 مرضًا، بما في ذلك حمى النيل الغربي. كما يتوفر فحص الأجسام المضادة للمرض.
وأكد الشبول أن وزارة الصحة توفر جميع الفحوصات المخبرية للأمراض المعدية ذات الاهتمام الوبائي، وهي قادرة على مواجهة أي وباء وتشخيصه في الوقت المناسب. وأضاف أن جميع هذه الفحوصات مجانية لجميع الحالات المشتبهة في المملكة، بغض النظر عن جنسية المصاب.
وأوضح الشبول أن الوزارة عممت المعلومات المتعلقة بالمرض والنواقل على جميع المؤسسات الصحية التابعة لها، والخدمات الطبية الملكية، والمستشفيات الجامعية، ومستشفيات القطاع الخاص. كما تم إعداد بروشورات توعوية حول المرض وطرق الوقاية الشخصية منه والنواقل (البعوض والحشرات).
وأفاد الشبول بأنه تم تحديد ضباط ارتباط لمتابعة أي حالة مشتبهة، والتنسيق لنقل الفحوصات المخبرية، والتعميم على الوزارات والمؤسسات الحكومية ذات العلاقة، بما في ذلك وزارة الزراعة ووزارة البيئة ووزارة الإدارة المحلية وأمانة عمان وسلطة إقليم العقبة وسلطة إقليم البترا بطرق مكافحة النواقل، ومكافحة المرض خاصة في المناطق الغورية والشفا غورية والمناطق القريبة من المناطق الحدودية ومناطق تجمعات المياه الراكدة ومناطق تكاثر البعوض.
وأشار الشبول إلى أن الوزارة قامت بتوعية وتثقيف المجتمع المحلي حول المرض وطرق الوقاية منه عبر جميع الوسائل المتاحة، بما في ذلك الموقع الإلكتروني للوزارة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن الوزارة وضعت أيضًا خطة عمل للوقاية من المرض، تشمل مكافحة الحشرات والبعوض (النواقل) جويًا وفي المسطحات المائية، بالتعاون مع كافة الوزارات والمؤسسات المعنية وذات الاختصاص. كما تم التنسيق لمكافحة العدوى من خلال رصد المرض في الطيور المهاجرة والبرية والنافقة بالتعاون مع وزارة الزراعة والجمعية العلمية الملكية لحماية البيئة، وتشكيل ثلاثة فرق للقيام بزيارات ميدانية للاطلاع على واقع الحال.
وأوضح الشبول أن مرض حمى النيل الغربي يعتبر من الأمراض المشتركة التي تنتقل من الطيور المصابة إلى الإنسان عبر لسعة البعوض المنزلي. وأكد أن الإنسان هو الخازن الأخير للفيروس، مما يعني أنه لا ينتقل من إنسان لآخر ولا يتطلب عزل المصاب.
وأشار الشبول إلى أن المرض لا يعتبر من الأمراض الخطيرة التي تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة في المملكة، ولم يتم تسجيل أي انتشار للمرض في المملكة منذ عام 2020، والذي شهد تسجيل 6 حالات فقط.
كما أوضح الشبول أن 80% من حالات حمى النيل الغربي تكون بدون أعراض، في حين أن 20% قد تظهر عليهم الأعراض، و1% فقط من المصابين ممن تظهر عليهم الأعراض قد يعانون من أعراض حادة (التهاب دماغي حاد).
وأكد أن وزارة الصحة تمتلك برنامج رصد مختار (AFI) لرصد الحالات المشتبهة في مواقع مختارة، مشيرًا إلى أن أي ارتفاع غير مفسر في درجة الحرارة يُعتبر حالة مشتبهة تستوجب سحب عينات للفحص في المختبر المركزي. وأضاف أن هذه المواقع تم اختيارها جغرافيًا لتمثل أقاليم المملكة، وتركز على المناطق ذات الاختطار العالي، مثل المناطق الغورية والشفا غورية، حيث يتواجد البعوض المنزلي بكثرة.