إيدي كوهين: نحن في موقف حرج وإسرائيل الآن على المحك
رغم دعوات الحلفاء لعدم الهجوم، تؤكد تقارير أمريكية عدة أن إسرائيل حسمت موقفها من ضرب إيران، وأن التنفيذ يقترب.
وكانت إسرائيل توعدت بالرد على الهجوم الإيراني، الذي تم بالمسيرات والصواريخ، تجاه أراضيها، مساء السبت الماضي، وسط مخاوف واسعة من إغراق المنطقة بدوامة الصراعات.
وسافر دبلوماسيون أوروبيون إلى إسرائيل، أمس الأربعاء، لتقديم نداء آخر لضبط النفس، ردا على الهجوم الجوي، الذي شنته طهران، لكن وزير الخارجية البريطاني أقر أن انتقام تل أبيب يبدو حتميا، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
القرار حتمي
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، لبي بي سي قبيل لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه من الواضح أن الإسرائيليين يتخذون قرارا بالتحرك، معربا عن أمله "أن يفعلوا ذلك بطريقة لا تؤدي إلا إلى أقل قدر ممكن من تصعيد الأمر."
وانضم حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، إلى زعماء العالم الآخرين في الضغط مرارا وتكرارا على نتنياهو، لتجنب اتخاذ أي إجراء يمكن أن يزيد التوترات مع طهران، التي أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار.
وضربات السبت أول هجوم إيراني مباشر على الأراضي الإسرائيلية، وجاء في سياق الرد على الغارة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق وأدت إلى مقتل جنرال عسكري بارز بالحرس الثوري إلى جانب آخرين.
لكن نتنياهو، بعد اجتماعه مع كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، قال إن إسرائيل "ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها".
عيد الفصح
شبكة إيه بي سي نيوز الأمريكية، بدورها، قالت إنه من غير المرجح أن تنفذ إسرائيل ضربتها ضد إيران، إلا بعد عيد الفصح، وفق ما نقلت عن مسؤول أمريكي.
ويبدأ عيد الفصح يوم الاثنين المقبل، وينتهي بعد حلول الظلام في 30 أبريل/نيسان، لكن المسؤول، رغم تأكيد خطط إسرائيل، لا يستبعد أن تتغير هذه الأمور في أي وقت.
ولفت نفس المسؤول إلى أن الحرس الثوري الإيراني وقيادات أخرى لا تزال في حالة تأهب قصوى للهجوم الإسرائيلي، مع وجود بعض منهم في منازل آمنة ومنشآت تحت الأرض.
احتمالية ضربة اسرائيل لايران
في تصريحات لفرانس 24، قال إيدي كوهين أستاذ وباحث أكاديمي من تل أبيب، إن "الجيش الإسرائيلي يريد فتح جبهة مع إيران"، ودعا إلى قصف المفاعلات النووية في إيران.
وصرّح كوهين: "نحن في موقف حرج، لكن الشعب الإسرائيلي سيتفهم ويتلقى نبأ إعلان الحرب (على إيران) بموضوعية. معنا الشرعية الدولية لقصف مفاعلات إيران النووية.. وهذا هو التوقيت المناسب" لفعل ذلك.
كما قال نفس المتحدث: "إسرائيل الآن هي على المحك. لا تقبل أي دولة أن يتم استهدافها بمئات الصواريخ. يجب أن نرد وبشكل جنوني وحتى هستيري لكي نعاقب النظام" الإيراني.
من جهتها، قالت المحللة سيما شاين، والتي كانت تعمل رئيسة لقسم البحث والتقييم في جهاز الموساد، وتدير حاليا برنامجا حول إيران في معهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب، إن رد إسرائيل المحتمل "سيكون وفقا لنفس المعايير: على المواقع العسكرية، وليس المدنية والاقتصادية"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
من جهته، قال حسني عبيدي، من مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، إن الإيرانيين ضربوا إسرائيل "بطريقة خاضعة للرقابة"، وخاصة "لتجنب التعرض لرد فعل كبير من جانب إسرائيل والذي من شأنه أن يعرض برنامجهم النووي للخطر".
وحسب وكالة فالأنباء الفرنسية أيضا، فقد قال الخبير الأمني الفرنسي ستيفان أودراند إنه حتى مع إسقاط إسرائيل وحلفائها معظم الصواريخ والمسيّرات، فإن هذا الحدث "يعيد كتابة العلاقات" بين الخصمين.
وقال أودراند: "تقليديا، لا تتسامح إسرائيل مطلقا إذا تعرضت أراضيها الوطنية لضربة من دولة أخرى" معتبرا أن نتانياهو "لا يمكنه عدم الرد".
ورأى أودراند أنه لاحتواء خطر التصعيد، "يجب على الإسرائيليين أن يكتفوا بضربات على مواقع تقليدية، على مواقع أُطلقت منها صواريخ، على مصانع طائرات مسيّرة".
في نفس السياق، أفادت ذي غارديان بأن مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية قالت إن من بين الأهداف الرئيسية في حال رد على هجوم إيران، المنشآت العسكرية في مرتفعات الجولان المحتلة في أقصى الشمال وصحراء النقب في أقصى الجنوب.
كما قال الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي د. عمر الرداد في تصريح لفرانس24: "أعتقد أن الرد الإسرائيلي سيكون عبر مواصلة ضرب أهداف عسكرية، بما فيها تلك التابعة للميليشيات المرتبطة بإيران في سوريا ولبنان والعراق، بالإضافة إلى عمليات نوعية داخل إيران. وربما تكون هذه العمليات أوسع من العمليات السابقة، وأن تكون عملية كبيرة على غرار ما فعلته إيران. يشار هنا إلى أن حكومات غربية وأوساط الرأي العام أصبحت تتقبل شن عمليات ضد إيران".