دراسة تربط بين السجائر الإلكترونية والسرطان
كشفت دراسة غير مسبوقة أن التدخين الإلكتروني قد يحدث تغيرات في الخلايا يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
ورصد الباحثون تغيرات في الحمض النووي في الخلايا المأخوذة من مسحات فم وخد المدخنين العاديين ومستخدمي السجائر الإلكترونية، ما يضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن الاستخدام الطويل الأمد للسجائر الإلكترونية قد يسبب ضررا كبيرا للصحة.
وحلل فريق البحث من كلية لندن الجامعية وجامعة Innsbruck بالنمسا، أكثر من 3500 عينة.
ووجد تغيرات حبيبية كبيرة في الخلايا الظهارية للفم، التي تبطن الأعضاء وغالبا ما تكون حيث يبدأ السرطان، لدى المدخنين العاديين.
ولوحظت تغييرات مماثلة في خلايا الفم لدى مدخني السجائر الإلكترونية، الذين دخنوا أقل من 100 سيجارة عادية في حياتهم.
وقالت الدكتورة كيارا هيرزوغ، المعدة الأولى للدراسة: "في حين أن الإجماع العلمي يقول إن السجائر الإلكترونية أكثر أمانا من تدخين التبغ، إلا أننا لا نستطيع أن نفترض أنها آمنة تماما للاستخدام، ومن المهم استكشاف مخاطرها المحتملة على المدى الطويل. لا يمكننا أن نقول أن السجائر الإلكترونية تسبب السرطان بناء على دراستنا، لكننا نلاحظ بعض التغيرات الجينية التي ترتبط بتطور سرطان الرئة في المستقبل".
وقال الدكتور إيان ووكر، المدير التنفيذي لسياسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "لقد أثبتت عقود من الأبحاث العلاقة بين التدخين والسرطان. وأظهرت الدراسات حتى الآن أن السجائر الإلكترونية أقل ضررا بكثير من التدخين العادي ويمكن أن تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين".
وأضاف: "ومع ذلك، تسلط هذه الورقة البحثية الضوء على أن السجائر الإلكترونية ليست خالية من المخاطر، ولذلك نحن بحاجة إلى دراسات إضافية للكشف عن آثارها المحتملة على المدى الطويل على صحة الإنسان".
وتعليقا على النتائج، قال جورج ليكينغ، مدير مركز أبحاث السرطان بجامعة أوكلاند، إنه يجب النظر إليها بحذر، مضيفا أن تطور السرطان "هو عملية متعددة الخطوات".
وتضيف النتائج الأخيرة إلى المخاوف المتزايدة بشأن المخاطر النسبية غير المعروفة للتدخين الإلكتروني.
ووجدت دراسات سابقة أن مدخني السجائر الإلكترونية واجهوا نمطا مشابها من التغيرات في جيناتهم كتلك التي وجدت لدى مدخني السجائر العادية.
والآن، يأمل الباحثون في مواصلة التحقيق في كيفية استخدام التغييرات المكتشفة في مسحات الخد والفم، لتحديد الأفراد الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالسرطان في المستقبل.