الدويري: بني سهيلا "مقبرة لجيش الاحتلال"

قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال يسابق الزمن في قطاع غزة أملا في تحقيق إنجاز ميداني قبل عطلة الكريسماس لتقديمه للمجتمع الإسرائيلي والإدارة الأميركية.

وبيّن الدويري، خلال تحليله العسكري لقناة الجزيرة، أن الوضع الميداني في المرحلة الثانية من الهجوم البري الإسرائيلي على غزة "أكثر ضراوة وعنفا وتدميرا" مما جرى في المرحلة الأولى.

ووفقا للتطورات الميدانية، يعتقد الخبير العسكري أن الفاتورة التي سيتكبدها جيش الاحتلال في منطقة بني سهيلا شرقي خان يونس (جنوب القطاع) أكبر بكثير مما دفعه في غزة وشمالها.

وأرجع توقعاته إلى أن خان يونس مدينة مترامية الأطراف وفيها بلدات ومسافات بينية، مؤكدا أن بني سهيلا ستكون عقدة رئيسية بل مقبرة حقيقية لجيش الاحتلال أكثر مما يتعرض له الآن في جحر الديك شرقي المنطقة الوسطى، مستبعدا أيضا السيطرة عليها.

وأضاف أن هذه المنطقة تعد معقلا رئيسيا لمعظم فصائل المقاومة الفلسطينية، ويوجد فيها نخبة القوات، مستدلا بالأرقام التي كشفتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وكذلك سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.

ومع ذلك كشف عن أن مقدمة القوات الإسرائيلية المدرعة ستكون قاسية على المقاتلين المدافعين، لكن خطة المقاومة ترتكز على السماح لها بالدخول وتركها تتمركز خلف سواتر ترابية "ومن ثم تأتي إدارة المعركة".

وأكد أن هناك معارك برية ضارية، "وكلما دخل الاحتلال أكثر تعمق في عش الدبابير"، حيث تتعطل الآليات بتفجيرات حقول الألغام ليضطر وقتها الجنود للترجل، ومن ثم يتم استهدافهم بالأسلحة الرشاشة والإجهاز على عدد كبير منهم.

واعتبر الخبير الإستراتيجي أعداد القتلى التي يعلن عنها جيش الاحتلال في معارك غزة "أرقاما سياسية"، مؤكدا أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير.

وعن الاختلافات بين معركة الشمال والجنوب في قطاع غزة، أوضح الدويري أن هناك تشابها في الإطار العام للمعركة من خلال الالتفاف والتطويق والوصول لشارع الرشيد، لكن تفصيلات العمليات اللاحقة ستكون مختلفة عن معركة غزة.

ومع ذلك يشدد على أن معركة الشمال لا تزال مستعصية على جيش الاحتلال، وتعثرها أجبره على فتح جبهة جديدة جنوبا وفي المنطقة الوسطى، خاصة أن هدفه الأول ترحيل وتهجير الغزيين، لكن تل أبيب ترفع شعار "القضاء على حماس" إعلاميا.

وقال إن عمليات القنص التي تنفذها كتائب القسام تعد إحدى الوسائل لدى المقاومة، متطرقا إلى بندقية "الغول" القسامية التي سميت بذلك نسبة لقائد وحدة التصنيع العسكري عدنان الغول، والتي تحمل مواصفات قياسية عالية الدقة في الاستهداف.