بقاء إسرائيل ونتنياهو على المحك!

صبت الصحف الإسرائيلية اهتمامها على تحليل الوضع الراهن للحرب التي أعلنتها إسرائيل على حركة حماس في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته الحركة على إسرائيل السبت الماضي .

وأنحى بعض الكتاب في الصحف باللائمة على أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، بينما طالب البعض بتغيير استراتيجية الحكومة في التعامل مع حركة حماس، وحذر آخرون من أن بقاء إسرائيل أصبح على المحك.

ونستهل جولتنا بمقال في صحيفة جيروزاليم بوست التي نشرت مقالا بعنوان "هذه المرة، يجب على إسرائيل أن تطيح بحماس"، كتبه المحلل الأمني الإسرائيلي، رافاييل بن ليفي.

ويرى بن ليفي أن استراتيجية إسرائيل لمواجهة حركة حماس، منذ سيطرتها على قطاع غزة عام 2006 أصبحت غير ناجعة وانهارت بالكامل.

ويضيف الكاتب قائلا إن إسرائيل كانت ترد على هجمات حركة حماس السابقة المتقطعة بمستوى معقول من الردع، وكان" ذلك من خلال تدمير أجزاء من البنية التحتية لإنتاج الصواريخ وبعض المباني التي كانت تضم أجزاءً من المؤسسة السياسية والعسكرية لحماس".

واعتبر أنه تم قياس نجاح هذه الاستراتيجية من حيث مقدار الفترات التي لم تطلق فيها الصواريخ، والتي كانت في المتوسط من سنتين إلى أربع سنوات. وأنه في ظل تلك الاستراتيجية، كان ينبغي لحماس أن تبقى في السلطة، حيث بدا أن البدائل كانت أسوأ.

كما أنه يرجع أسباب اتباع إسرائيل هذه الاستراتيجية إلى خوفها من أنه في حالة إطاحتها بنظام حركة حماس، كان يعُتقد أن حركة الجهاد الإسلامي أو تنظيم الدولة الإسلامية سيكونان البديل، ولهذا كان التركيز منصبا على حزب الله وإيران الذين يشكلان تهديدا أكبر.

ويضيف الكاتب أن حركة "حماس أثبتت الحقيقة وهي أنها لا تختلف عن تنظيم الدولة الإسلامية"، لكن الحركة تسيطر حاليا على مساحة أرض كبيرة وتحكم أكثر من مليوني شخص.

ويرى الكاتب إن إسرائيل لا يجب أن تسمح بوجود هذا الكيان المجاور لها.

ووفقا للمقال، يجب أن يكون هدف إسرائيل الوحيد من نتيجة هذه الحرب الحالية هو استسلام حماس غير المشروط وإسقاط نظامها.

ويحذر الكاتب من أنه في حالة عدم تحقيق هذا الهدف، ستكون هناك تداعيات وخيمة ستفُضي إلى حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط في المستقبل القريب.

إذ يرى الكاتب أن حزب الله وإيران يراقبان عن كثب خطوات إسرائيل التالية. وإذا لم تحقق إسرائيل نصرا حاسما، سيستنتج الطرفان أن الوقت قد حان لتوسيع الحرب.

ويضيف المقال إنه في حال تبني إسرائيل استراتيجيةً جديدة وإنهاء حكم حركة حماس، ستكون النتائج إيجابية للغاية على المنطقة بأسرها، وأبرزها إقامة تحالف بين الغرب وإسرائيل و دول الخليج ضد إيران، لاسيما وأن المملكة العربية السعودية ترغب في توطيد علاقتها بإسرائيل.

 

نتنياهو زعيم فاسد
ونطالع مقالا آخر من صحيفة هارتس بعنوان "نتنياهو، زعيم عصابة لا يمكنه الاستمرار في منصب رئيس وزراء إسرائيل"، للكاتب زافي باريل ينتقد خلاله أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو.

ويقول الكاتب إن إسرائيل يقودها زعيم "فاسد كان يستثمر كل جهوده للانقلاب" على النظام القضائي.

كما أنه" استعدى الحكومات الغربية وقوض العلاقات مع الإدارة الأمريكية، وهو الآن يقود البلاد إلى حرب لا يعرف أحد أهدافها ونتائجها".

ويشير المقال إلى أن رئيس الوزراء لا يرى أن هناك حاجة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية "لأنه متيقن أنه لا يمكن الاستغناء عنه". ومن ثم فإن الكاتب يرى أن نتنياهو أمضى سنوات يرعى عدو إسرائيل، بالإشارة إلى حركة حماس التي شنت هجوما عليها دون مواجهة أي عراقيل بسب فشله الذريع ودون أن يتحمل حتى أدنى قدر من المسؤولية، بحسب المقالة.

كما يرى الكاتب أن رئيس وزراء كنتنياهو "غير مؤهل تماماً" لتولي منصبه، "حتى وإن وجد من الناحية التشريعية بعض أحكام القانون ليختبئ وراءها"، وحتى لو قضت المحكمة بإصدار قانون جديد يجعل من المستحيل على المدعي العام إعلان نتنياهو غير مؤهل لمنصبه.

ويختتم باريل مقاله قائلا إن بنيامين نتنياهو لن يصبح فجأة زعيماً نتوقع منه تحمل المسؤولية.

مضيفا: "إنه زعيم عصابة يجب تجريده من المسؤولية خاصة في وقت الحرب، لأنه لا يستطيع الاستمرار".

 

حلفاء حماس يربكون إسرائيل
وننهي جولة عرض الصحف بمطالعة مقال من صحيفة تايمز أوف إسرائيل ومقال للكاتب الصحفي دافيد هوروفيتس بعنوان " اليوم الخامس من الحرب: إسرائيل تعلم أن بقاءها على المحك".

ويستهل الكاتب مقاله بالتأكيد بأن إسرائيل تواجه خطر البقاء، مستشهداً بخطاب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي ألقاه يوم الثلاثاء وقال خلاله إن حماس لا تدافع عن كرامة الشعب الفلسطيني وحق تقرير المصير وإن هدفها "هو إبادة دولة إسرائيل وقتل الشعب اليهودي".

ويشير الكاتب إلى أن حماس تستعين بحلفائها لإرباك إسرائيل في الجنوب من خلال الهجمات الصاروخية المستمرة من قبل مسلحيها و بمساعدة حلفائها كإيران التي وصفها ب"الأخطبوط" وهو وصف استخدمه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت.

إضافة إلى ذلك تحاول حماس وآخرون إثارة العنف في القدس الشرقية بحجة الدفاع عن المسجد الأقصى بحسب الكاتب.

ويحذر الكاتب من الخطورة التي تشكلها إيران على بقاء إسرائيل. إذ يقول إن النظام الإيراني" لم يعمل لسنوات على تسليح وتدريب وإلهام حزب الله دون أن ينوي استخدامه في يوم من الأيام".

ويقول المقال إن هناك حاجة ملحة لإضعاف حركة حماس وردع إيران ووكلائها عسكرياً واستعادة ثقة الشعب الإسرائيلي في قدرة القيادة العسكرية والسياسية.