بيان أردني- إسباني مشترك عقب مباحثات الملك مع رئيس حكومة إسبانيا

عقد جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز مباحثات في مدريد، اليوم الاثنين، تناولت العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية.

وتم التأكيد خلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة بحضور سمو الأمير هاشم بن عبدالله الثاني، على عمق العلاقات الممتدة والودية والتاريخية التي تجمع البلدين، والحرص على الارتقاء بها في المجالات كافة.

وأعرب جلالة الملك عن تقديره للدعم الذي تقدمه إسبانيا للأردن في القطاعات التنموية.

وعلى صعيد التطورات بالمنطقة، أكد جلالته مركزية القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وعبر رئيس حكومة إسبانيا عن تقديره لدور المملكة المحوري والمتوازن في الإقليم، ولجهوده المبذولة في الحرب على الإرهاب والتصدي للتطرف، ضمن مبادرة "اجتماعات العقبة".

وحضر المباحثات نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، والسفيرة الأردنية في مدريد أريج الحوامدة، وعدد من كبار المسؤولين الإسبان.

وشهد جلالة الملك ورئيس حكومة إسبانيا توقيع اتفاقية بين حكومتي البلدين حول الاعتراف بالشهادات الأهلية للبحارة، ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في المجالات القانونية والقضائية، ووقعهما عن الجانب الأردني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي وعن الجانب الإسباني وزيرة النقل راكيل سانشيز خيمينيز ووزيرة العدل بيلار يوب كوينكا.

وصدر عقب مباحثات جلالة الملك ورئيس حكومة إسبانيا بيان أردني إسباني مشترك، تالياً نصه:

بيان مشترك حول الزيارة الرسمية لجلالة الملك عبدالله الثاني إلى إسبانيا

في سياق زيارته الرسمية لإسبانيا، التقى جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، برئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز في 19 حزيران 2023 في قصر مونكلوا.

وتأكيدا على العلاقات الوطيدة بين الأردن وإسبانيا على جميع المستويات، أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز عن حرصهما على تعزيز إطار العلاقات الثنائية بين البلدين، والعمل معا على تأسيس شراكة استراتيجية. وبذلك، أكد الطرفان التزامهما بالاستمرار بتعميق التعاون بين البلدين في عدة مجالات، إضافة إلى العمل معا في السعي نحو السلام والاستقرار والازدهار إقليميا وعالميا.

ويلتزم الأردن وإسبانيا بتطوير نظام متعدد الأطراف أكثر قوة، إضافة إلى نظام دولي مبني على القوانين لمواجهة التحديات العالمية.

وكعضوين مؤسسين في عملية برشلونة، أكد الأردن وإسبانيا مركزية العلاقات الأورومتوسطية كوسيلة للازدهار والاستقرار المشتركين في الإقليم.

واتفق الجانبان على تعزيز هذه العلاقات، بما في ذلك تنسيق جهود الأردن ضمن الرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط وجهود إسبانيا ضمن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

تقر إسبانيا بدور الأردن المهم في استقرار الشرق الأوسط والحاجة إلى الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس واحترامه، وتؤكد الدور المحوري للوصاية الهاشمية.

واتفق الأردن وإسبانيا على مواصلة تنسيق الجهود للحفاظ على حل الدولتين كحل وحيد للسلام العادل والدائم.

وأكد الجانبان ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، مشددين على أهمية دعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) واتخاذ إجراءات لضمان توفير التمويل الكافي لها.

كما أكد الجانبان الحاجة لتكثيف الجهود للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، تماشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، والذي يحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ويحقق تطلعات الشعب السوري، ويوفر الظروف الملائمة للعودة الطوعية للاجئين.

وأكد الجانبان ضرورة توفير الدعم اللازم للاجئين والدول المستضيفة والوكالات الأممية المكلفة برعاية اللاجئين.

كما أكدا أهمية دعم استقرار العراق وأمنه كمتطلب أساسي للاستقرار الإقليمي.

وشدد الجانبان على التزامهما بدعم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وفقا للحدود المعترف بها دوليا، مؤكدين أهمية تحقيق سلام شامل وعادل ودائم، وفقا لميثاق الأمم المتحدة. وأعربا عن قلقهما حول الآثار الدولية للحرب، خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي وأمن الطاقة.

وأشادت إسبانيا بجهود الأردن على مدار عقود ودوره القيادي المهم في إدارة أزمات اللجوء المتعددة، ودوره في الرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي للاجئين لعام 2023، كما أكدت إسبانيا مشاركتها بالمنتدى والتزامها بالميثاق العالمي بشأن اللاجئين للاستمرار بالتعاون الوثيق لدعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي شريك استراتيجي للبلدين على الصعيد الإنساني، وذلك بهدف حماية من أجبروا على الفرار من بيوتهم، والدفاع عن حقوقهم الأساسية.

كما ناقش الجانبان أهمية توفير الظروف المواتية للعودة الطوعية الآمنة للاجئين التي تحفظ كرامتهم.

وستستمر الجهود الإسبانية على المستوى الثنائي عبر الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي للتنمية في دعم من أجبروا على الفرار من بيوتهم والحفاظ على حقوقهم الأساسية، ومساعدتهم للوصول إلى حلول طويلة الأمد، بما في ذلك حقهم في العودة الطوعية الآمنة إلى أراضيهم وبصورة تحفظ كرامتهم.

وعبر الجانبان عن عزمهما على مواجهة الإرهاب والتطرف بمختلف أشكالهما، بما في ذلك تمويل الإرهاب، والذي يبقى واحدا من أبرز تهديدات الأمن العالمي.

وفي هذا السياق، شدد الطرفان على أهمية تعزيز قيم السلام، والاعتدال، والعيش المشترك، والاحترام المتبادل بين الشعوب.

وأشار رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز إلى أهمية مبادرة "اجتماعات العقبة"، وهي مبادرة أردنية تحظى بدعم مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني، ضمن إطار التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب.

وأضاف أن إسبانيا تدعم المبادرة بشكل تام، وهو ما ينعكس في تنظيم دورة جديدة من اجتماعات العقبة ستعقد في قرطبة، في 20 حزيران 2023، وتتفق مع أهداف ومساعي الاجتماعات كمنصة حوار.

واتفق الجانبان أن الظروف المناخية الطارئة تشكل تهديداً وجودياً مباشراً للمجتمع الدولي وظروف المعيشة للبشرية، الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات فاعلة وطموحة من قبل جميع الدول.

كما أكد البلدان ضرورة تكثيف جهود التصدي للتغير المناخي والسعي للمحافظة على إمكانية تحقيق هدف منع درجة الحرارة العالمية من تجاوز 1.5 درجة مئوية.

وفيما يتعلق بالتكيف مع التغير المناخي، أكد البلدان تعرضهما بشكل كبير لتأثيرات التغير المناخي، بما في ذلك تعرضهما لظروف جوية شديدة، إضافة إلى موجات حر وجفاف أطول وأكثر تكرارا وأكثر شدة. كما أكدا رغبتهما بتوسيع التعاون في مجال الطاقة المتجددة.

وأكد رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز وجلالة الملك عبدالله الثاني أهمية دعم الدول في المناطق الأشد تأثرا بالتغير المناخي والتي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين.

وأعلن رئيس الحكومة سانشيز وجلالة الملك تبني إسبانيا مبادرة "مترابطة المناخ – اللاجئين" التي أطلقها جلالته في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 الذي عقد في شرم الشيخ.

كما أعرب الأردن وإسبانيا عن التزامهما بتعزيز التعاون في مواجهة آثار التغير المناخي، مع التركيز على إدارة المياه.

ومع الأخذ بعين الاعتبار التحديات المائية التي يواجهها الأردن، أعلن جلالة الملك عبدالله الثاني انضمام الأردن إلى التحالف الدولي لمقاومة الجفاف، الذي أطلقته إسبانيا والسنغال في قمة المناخCOP27 التي عقدت في شرم الشيخ.

ويتصدى التحالف للحاجة الطارئة لتنسيق الجهود وتعزيز التعاون الدولي الفاعل الذي يبني منعة لمواجهة الجفاف على المستويات المحلية، والوطنية، والإقليمية، والدولية، بهدف تحفيز الزخم السياسي والعمل الذي يدعم الدول، والمدن، والمجتمعات.

واتفق الجانبان على أن تحالف الأمم المتحدة للحضارات أصبح منصة مهمة للحوار بين الحضارات والتفاهم والتعاون، وهي متجذرة في نظام الأمم المتحدة وتشكل أداة فاعلة للدبلوماسية الوقائية، وهي ذات قدرة كبيرة على المساهمة في فض النزاعات.

إضافة إلى ذلك، فإن الهيئات الدولية للأمن وبناء السلام التابعة للأمم المتحدة تتطلب تحالفات دولية جديدة، وتبنّي تكنولوجيا جديدة، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الدبلوماسية، وعلى تحالف الأمم المتحدة للحضارات أن يصبح إحدى الجهات الفاعلة في هذه العملية.

كما رحب الأردن وإسبانيا بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال القضائي واتفاقية حول الاعتراف بالشهادات الأهلية للبحارة، واللتين تعدان خطوتين إلى الأمام لتوطيد العلاقات الثنائية.