الموكب الأحمر.. تقليد ملكي عريق منذ تأسيس الدولة
تشهد شوارع العاصمة عمان في العديد من المناسبات الوطنية، مسير "الموكب الأحمر" الذي يعد تقليدا ملكيا ممتدا منذ تأسيس المملكة.
بلباس الجيش المهيب، والخيل والكوفية الحمراء، والمركبات العسكرية الحمراء المكشوفة والدراجات، يطوف الموكب في المناسبات الرسمية والاحتفالات الوطنية، ما جعله مرتبطًا بوجدان الأردنيين.
في الأول من حزيران المقبل، يوم الخميس، من المنتظر أن يحيط الموكب الأحمر، موكب زفاف سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد والآنسة رجوة السيف، بدءا من قصر زهران حتى قصر الحسينية، في تقليد ملكي، بدأ منذ مائة عام، حيث كانت بداياته على الخيل والهجانة.
المستشارة في شؤون التاريخ والتراث الملكي الأردني منتهى العبداللات، قالت لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الموكب الملكي تقليد ملكي عريق، يمتد لبدايات الدولة الأردنية؛ إذ انطلق للمرة الأولى في عهد المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبد الله الأول، طيب الله ثراه، مرات عدة، وطرأت عليه متغيرات تناسب كل مرحلة إلى أن اعتمد له اللون الأحمر.
ويتكون الموكب الأحمر، بحسب العبداللات، من عشرين سيارة كلاسيكية مكشوفة ذات دفع رباعي من نوع "اللاندروفر" تابعة للديوان الملكي الهاشمي، ترافقها عشر دراجات ذات لون أحمر، تكون حاضرة في المناسبات الوطنية، بطريقة منظمة متناغمة.
ولفتت العبداللات إلى أنّ اعتماد اللون الأحمر للموكب جاء نسبة لراية الهاشميين ذات اللون الأحمر العنابي التي تكون ضمن الموكب، إضافة إلى راية الحرس الملكي الصفراء وشارتها المتمثلة بوجه الأسد والسّيفين، مشيرة إلى أن فريق الموكب الأحمر يرتدون الزي العسكري، وتزدان رؤوسهم بالشماغ الأحمر والعقال الذي يحمل شعار الجيش العربي، بالإضافة إلى وشاح أحمر على صدورهم.
وبينت أنّ الموكب الأحمر شكّل سجلا تاريخيا لأحداث كثيرة، فهو ينطلق بأمر من جلالة الملك عبدالله الثاني، في مناسبات معينة كالأعياد الوطنية والمناسبات الرسمية كذكرى الاستقلال أو زيارة جلالة الملك إلى صرح الشهيد، أثناء الاحتفالات بعيد الجيش والثورة العربية الكبرى، وهو يرافق جلالته أثناء التوجه إلى مجلس الأمة، لإلقاء خطاب العرش، كما أنه يسير خلال حفلات زفاف أصحاب السمو الملكي، وأثناء الزيارات الرسمية للملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة، وأيضا في مراسم الجنازات الرسمية.
ووفق العبداللات، فإنّ الموكب تسلسل من كونه وحدة وسرية، وتطورت التسميات إلى أن أصبح تشكيلا يتبع لقيادة الحرس الملكي الخاص.