رحلة تنتهي بوفاة جنين بسبب تقصير طبي.. من يتحمل المسؤولية؟

روى مواطن تفاصيل حزينة لحادثة تعرض لها مع أسرته قبل أيام وانتهت بوفاة ابنه الجنين الذي لم ينهي شهره التاسع بعد.

وقال المواطن زياد البلوش: "بالرغم من أنني إيجابي، ابحث عن إيجابيات وطني ولكن ما حدث يجب ان يدق ناقوس الخطر".

وبين البلوش بأنه كان برفقة عائلته، ذاهبًا لأحد فنادق البحر الميت، في يوم وصفه "بالجميل" حتى منتصف الليل فقد شعرت زوجته بالم المخاض (الولادة) وسط حالة من الاستغراب كونها بالشهر السادس.

وتابع: "استعلامات الفندق استدعت الطبيب والذي أفاد أن الحالة تستدعي مستشفى وقالوا يجب أن تذهب لأقرب مستشفى؟.اين....مستشفى الشونة الجنوبية".

سأل الطبيب عن الطريق وأجاب بأنه موحش ونصحه بالاتصال بالدفاع المدني، وحضروا بالفعل.

وأكمل حديثه: "حملت اطفالي بمركبتي وسرنا خلف سيارة الإسعاف..الطريق مظلم..حتى وصلنا مستشفى الشونة بأقل من ساعة .. لا احد على باب المستشفى....لا أمن....ولا حتى مرضى.....دخلت مسرعا لطوارئ الولادة... الباب مغلق.....طرقت عدة أبواب.. عدت إلى المدخل للدفاع المدني واخبرتهم أن الباب مغلق...(شو مغلق...طق على الباب)..ثم طرق الباب وفتحت لنا موظفة او ممرضة وسألتها أن لدينا حالة طارئة فأين الطبيب او طبيبة؟"

فأجابت "انا بشوف وبقرر أن كانت بدها دكتور بنحكي معه"، ليتعجب قائلا: "ليش وين الدكتورونحن في مكان طوارئ؟" .. لترد "انا بفحصها".

ثم اخبروه بأن لديها وقت للولادة، متعجبًا من ذلك لأنهم لم يقوموا بفحصها بأي جهاز طبي بالرغم من وجود الأجهزة لكنها فقط اكتفت بالاسئلة، وفق قول البلوش.

وسأل المواطن البلوش الدفاع المدني حول إمكانية الذهاب لمستشفى آخر، فاخبروه أن اختصاصهم "هنا فقط" وتابع حديثه: "لا احد بالمستشفى...لا مرضى..لا طبيب...لا أمن...ولا حارس".

وقال: "اخذت زوجتي بمركبتي واطفالي، ومشينا على الخارطة (اللوكيشن).. إلى مستشفى الجامعة الاردنية.. ودخلت بطريق وادي شعيب المظلم، والمخيف، والمتعرج، طلوع حاد، انفجر روديتر المركبة واكملت المسير لأجد على الأقل ضوءا".

وتابع: "بقيت المركبة تسير حتى دوار خلدا، توقفت، وتعطل الماتور وذابت الاسلاك...أوقفت مركبة عمومي و اسعفت زوجتي وحملت اطفالي النيام .. انها ولادة في الشهر السادس..زوجتي بسلام وأمان....الجنين بالخداج ويحتاج في كل يوم إلى إجراء وتدخلات طبيبة وادوية يجب أن يوقع عليها الأب، وفي كل مرة ندخل الخداج .تتقطع القلوب وترتجف الأعين في ليل".

وأكمل البلوش"وفي اليوم الثالث اضطررنا لتدخُل جراحي والنبض توقف...قال تعالى: "يطاف عليهم ولدان مخلدون" صدق الله العظيم...اخاطبكم بلسان الجنين الذي فارق الحياة الى رحمه الله تعالى، محتسبا خوفنا وما حدث معنا محتسبه عند الله".

واستنكر المواطن البلوش قائلاً "ما لنا....الم نتعلم من فاجعة البحر الميت!؟....يا قطاعنا الطبي، الم يأن الأوان أن تتطور... بنفس الإمكانات المتاحة، اين الرقابة؟ اين الادارة؟ والمستغرب أن اهالي المنطقة المحيطة بالمستشفى، اين يتعالجون ليلا.؟! باب طوارئ مغلق..!!"

وختم حديثه " بالمقابل تحية اجلال وإكبار لكوادر مستشفى الجامعة الاردنية حيث الادارة والطب والحياة، لقد تحدث جلالة الملك قبل اسبوعين عن القطاع الطبي وضرورة النهوض بالخدمات ما تحدث إلا لأن الكيل قد طفح..يكفي..يكفي بحجم الوطن.. .في وطني رجال وإمكانات ..انا إيجابي....ولكن ...يكفي".